أزمة لبنان الاقتصادية تدفعها نحو تبني العملات الرقمية

تسبب الانهيار الاقتصادي في لبنان بأزمة مالية كبيرة مما دفع المواطنين إلى اللجوء للعملات الرقمية، حيث اعتمدوا على عملة البيتكوين والإيثيريوم لتخزين أموالهم وتسديد حاجاتهم، ومما أدى أيضاً إلى توجههم لتعدين عملة البيتكوين للحصول على مصدر دخل إضافي.

ومن بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تحتل لبنان المرتبة الثانية بعد تركيا من حيث حجم تداول العملة الرقمية.

تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان

في تقرير سابق للبنك الدولي في 1 يونيو 2021، بيّن أن لبنان ستدخل في أزمة مالية اقتصادية كبيرة مثل في منتصف القرن التاسع عشر في حال لم يتم حل هذه المشكة الاقتصادية.

رفع مصرف لبنان الدعم عن الوقود في أغسطس عام2021، معلناً أنه سيقدم خطوط إئتمان لواردات النفط وفقاً لأسعار العملة اللبنانية. حيث ارتفعت أسعار الوقود مما تسبب في أزمة مالية في لبنان.

وفي تقرير لشبكة CNBC، العديد من سكان لبنان جعلوا أغلب اعتمادهم على العملات الرقمية للبقاء على قيد الحياة. فيما تحدث الرئيس التنفيذي لشركة Microstrategy، مايكل سايلور، أن الحل الوحيد للتخلص من الأزمة الاقتصادية المالية للبنانيين هو استخدام البيتكوين.

متطلبات تعدين العملات الرقمية

يتطلب تعدين العملة الرقمية معدات باهظة الثمن وبعض الخبرة الفنية والكثير من الكهرباء، لذلك يضطر المعدنيون اللجوء إلى مصادر الطاقة الأخفض سعراً في العالم، ويتوفر ذلك في جنوب لبنان حيث تمكن المعدنون من تحقيق أرباح أفضل.

تمكن السكان المحليون في لبنان من الحصول على منصات للتعدين لتصبح متاحة لجميع السكان، بحيث حصلوا على معدات التعدين وبأسعار مناسبة من خلال شراء هذه المعدات من الصينيين.

بالرغم من ذلك، في يناير من العام الماضي، اقتحمت السلطة اللبنانية وحطمت مزرعة لتعدين العملات الرقمية في بلدة جزين التي تعمل بالطاقة المائية، لأنه في نظر السلطات، عملية التعدين هي عملية مستنزفة لموارد البلاد والطاقة.

توجه اللبنانيون للدفع بالعملة الرقمية

وفقاً للتقارير، يتداول بعض الأشخاص عملات رقمية مقابل الدولار الأمريكي من خلال تطبيق التيلغرام، كما يتم كسب الأموال عن طريق عملات رقمية مثل البيتكوين. قال أبو ضاهر، أحد السكان المحليين لشبكة CNBC:

لقد بدأنا ببيع وشراء عملة USDT لأن حجم الطلب على هذه العملة مرتفع للغاية.

أما القانون اللبناني فإنه يحظر جميع مدفوعات العملات الرقمية، وعلى الرغم من ذلك، بدأت بعض الفنادق ووكالات السياحة بقبول عملة USDT.

ووفقاً لشركة CNBC، توضح أن الناس في جميع أنحاء البلاد لن تقوم بوضع أموالها في المنزل خشية السرقة، مما يدفعهم إلى تخزين أموالهم على هيئة ملات رقمية مثل البيتكوين أو الدولار الرقمي المستقر USDT.