أحد المشاكل الصحية التي يعاني منها الكثيرون في شهر رمضان هي حرقة المعدة والحموضة الزائدة، وتعد حرقة المعدة أو كما تعرف بحموضة المعدة إحدى المضاعفات الصحية الشائعة التي يمكن أن تنشأ خلال فترة صيام رمضان بشكل خاص، وهي عبارة عن ألم حارق وشعور بعدم الارتياح بأسفل عظمة الصدر وعادة ما تحدث نتيجة الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي (GORD) وهو حالة يتم فيها عودة حمض المعدة إلى المريء تبعًا لعدة أسباب وعوامل. وعادة ما تظهر أعراضها بعد تناول الطعام، أو عند الانحناء أو الاستلقاء.
في رمضان وبالرغم من أن الصيام لوقت طويل من المفروض أن يقلل من كمية الحمض الذي يتم إفرازه في المعدة لهضم الطعام، إلا أن المشكلة قد تظهر، خاصة بعد الإفطار وخلال ساعات المساء، وذلك كنتيجة طبيعية لامتلاء المعدة والإصابة بالتخمة، أو عوامل أخرى.
ما هي أسباب حرقة المعدة في رمضان؟
العديد من الأسباب قد تكون وراء الارتجاع المعدي المريئي، وإصابتك بحرقة المعدة أثناء صيام رمضان بشكل خاص، والتي قد تشمل الإصابة بإحدى المشاكل الصحية أو كنتيجة لاتباع عادات معينة، وإليكم أكثر الأسباب انتشارًا لحدوث حرقة المعدة:
- الوزن الزائد والسمنة قد تؤدي إلى زيادة الضغط على المعدة وبالتالي ارتجاع الطعام والحمض إلى المريء وضعف الصمام.
- فترة الحمل والتغيرات الهرمونية التي تصاحبها والزيادة في الوزن وضغط الجنين على منطقة المعدة وخاصة في أشهر الحمل الأخيرة.
- اتباع نظام غذائي غني بالدهون، فالمعدة تحتاج إلى فترة أطول للتخلص من الحمض بعد هضم وجبة دسمة أو تناول أنواع خاصة من الأغذية، مثل: الحمضيات، والبصل، والطماطم، والأطعمة الحارة، أو بعض المشروبات كالمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.
- تناول كميات كبيرة من الكافيين أو تناول الكحول أو تدخين التبغ بكافة أشكاله، إذ وجد له تأثير على استرخاء عضلة الصمام
- الإجهاد والضغوطات النفسية.
- وجود مشكلة طبية، كوجود فتق حجابي، أو مشكلة خزل المعدة (Gastroparesis)، أو الربو أو تناول بعض أنواع الأدوية، مثل: الأسبرين (Aspirin)، أو أدوية الربو، أو المضادات الحيوية.
- النوم بعد الأكل مباشرة.
- التخمة وتناول كميات كبيرة من الطعام، وهذا عادة ما قد يكون وراء الإصابة بحرقة المعدة أثناء صيام رمضان بشكل خاص عند معظم الأشخاص.
أما من تصيبهم حرقة المعدة أثناء صيام رمضان وخلال فترة النهار فهذا قد يرجع إلى أسباب أخرى، قد تشمل:
- المعدة ما زالت تعتاد على أوقات محددة لتناول الطعام فتقوم بإفراز حامض الهيدروكلوريك (Hydrochloric acid) دون تناول الطعام أو لمجرد استنشاق رائحة الطعام أو رؤيته.
- تناول وجبة دسمة تحتاج إلى فترة طويلة حتى يتم هضمها.
- النوم مباشرة بعد الوجبة.
علاج حرقة المعدة أثناء صيام رمضان والوقاية منها
عادة لعلاج الارتداد المعدي المريئي لحامض المعدة ينصح بإجراء التغيرات خطوة بخطوة، مع البدء بتغيير النظام الغذائي وكل ما قد يكون سبب في ما وراء الإصابة بحرقة المعدة.
وإذا لم ينجح ذلك في العلاج والسيطرة على حرقة المعدة، فقد يستلزم التوجه للمساعدة الطبية. وإليكم أهم خطوات العلاج والنقاط التي يجب مراعاة تطبيقها للتخلص من حرقة المعدة أثناء صيام رمضان الفضيل:
قد تطرقنا إلى أن بعض أنواع الأطعمة قد تكون سبب في زيادة فرص إصابتك بحرقة المعدة أثناء صيام رمضان، وتجنبها قد يكون الحل الأمثل لك، وتشمل هذه الأطعمة:
- مصادر الكافيين: القهوة، والشاي، والشوكلاتة، والمشروبات الغازية.
- الحمضيات بأنواعها.
- الطماطم ومعجونها وعصيرها والبصل والنعناع
- الأغذية الغنية بالدهون، مثل: المقالي، والألبان الغنية بالدسم، والأغذية المصنعة، واللحوم الغنية بالدهون، والزيوت، والزبدة، والحلويات، والشوربات الدسمة.
أما عما قد يساعدك في تقليل حرقة المعدة أثناء صيام ننصحك بتجربة ما يأتي بعد الإفطار:
- كوب من الماء المخلوط بملعقة صغيرة من صودا الخبز.
- كوب من البابونج أو اليانسون.
- عرق السوس.
- مضغ العلكة الخالية من السكر.
- عصير الألوفيرا.
- اللوز النيء.
- تناول الموز الناضج أو التفاح.
فكل ما ذكر قد يكون له دور في التخفيف من أعراض حرقة المعدة وعلاجها وخاصة إذا ما تم تناولها بعد الوجبات الدسمة.
الحامل وحرقة المعدة أثناء صيام رمضان
قد تكون أحد أكثر المشاكل الطبية شيوعًا وبشكل خاص في الأشهر الأخيرة من الحمل، هي مشكلة حرقة المعدة، وذلك نتيجة لحمل الجنين الزائد الذي يضغط على منطقة المعدة مما يؤدي إلى ارتخاء عضلات صمام الفؤاد، بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث تغييرات في جسم المرأة.
وإذا ما كانت هذه الحامل صائمة فإن المشكلة قد تتضاعف لديها وتزيد الأعراض سوءً وتحديدًا ما بعد وجبة الإفطار الدسمة، وعليها أن تراعي بعض الإرشادات الضرورية والتي سبق أن ذكرناها والتدقيق بشكل أكبر على ما يلي:
- تجنب تناول كميات كبيرة من الطعام في نفس الوجبة، بل قومي بتقسيم حصصك على عدة وجبات تشمل على الأقل ثلاث إلى أربع وجبات.
- تجنب النوم بعد تناول الطعام بما يقل عن ثلاث إلى أربع ساعات.
- الحرص على الجلوس بشكل مستقيم عند تناول الطعام، وتناوليه ببطء مع الحرص على هضمه جيدًا.
- شرب كوب من الحليب قد يساعدك في تخفيف الحرقة بشكل مؤقت.
- تجنب الأغذية الدسمة وأي من الأغذية التي قد تكون سببًا بإصابتك بحرقة المعدة وتجنب التوابل والأغذية الحارة.
- تجنب مصادر الكافيين.
- استبدال الأدوية التي تتناولينها بأخرى بعد استشارة الطبيب إذا ما كانت بعض الأدوية التي تتناوليها هي السبب وراء زيادة إصابتك بحرقة المعدة، مثل: بعض مضادات الالتهاب.
إذا وجدت بأن إجراء هذه التغييرات في نمط الحياة لم تكن كافية في التخلص من حرقة المعدة أثناء صيام رمضان فقد يساعدك كثيرًا استشارة طبيبك الخاص في وصف عدة أدوية ومضادات للحموضة تلائم وضعك وتساعدك في علاج المشكلة.