من المعروف أن العلاقة بين البنوك التقليدية وسوق العملات الرقمية متوترة ومتقلبة.
وقد تصاعد هذا التوتر مؤخرا عندما أغلق بنك أمريكا (BankofAmerica) حسابا شخصيا لأحد عملائه بعد 15 عاما من الخدمة النشطة، بحجة أنه قام بتحويل أموال إلى منصة Coinbase لشراء وبيع البيتكوين.
هذه الحادثة أثارت غضبا واسعا في مجتمع العملات الرقمية، وأطلقت حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لفضح سياسات البنك المضادة للابتكار.
العملات الرقمية هي نوع من الأصول الرقمية التي تستخدم تقنية بلوكتشين لضمان أمان وشفافية المعاملات. وتعتبر البيتكوين أول وأشهر عملة الرقمية، وقد تأسست في عام 2009 من قبل شخص مجهول يطلق على نفسه اسم ساتوشي ناكاموتو.
منذ ذلك الحين، نما سوق العملات الرقمية بشكل كبير، وظهرت الآلاف من العملات الرقمية الأخرى، مثل الإثيريوم والريبل وغيرها الكثير.
العديد من الأشخاص والشركات يستخدمون العملات الرقمية لأغراض مختلفة، مثل التجارة، والاستثمار، والإرسال، والدفع.
لكن ليس كل البنوك تؤيد هذه التكنولوجيا الجديدة، وبعضها يفرض قيودا أو رسوما على عملائها الذين يتعاملون مع العملات الرقمية.
هذا يؤدي إلى صعوبات في تحويل الأموال بين الحسابات المصرفية التقليدية والمحافظ الإلكترونية التي تخزن العملات الرقمية.
اشتكى أحد عملاء بنك أوف أمريكا على موقع تويتر من إغلاق حسابه المصرفي الشخصي، الذي كان يستخدمه لمدة 15 عاما، دون إخطار مسبق أو تفسير.
وفقا للعميل، كان سبب إغلاق حسابه هو قيامه بإجراء معاملات بالبيتكوين عبر منصة Coinbase. وقال العميل إنه تلقى رسالة من البنك تطلب منه سحب رصيده خلال 30 يوما، دون إبداء أي سبب لإغلاق حسابه.
هذه التغريدة أثارت ردود فعل قوية من مجتمع العملات الرقمبة، الذين انتقدوا البنك لممارساته المالية القمعية والتعسفية.
كما أبدى بريان أرمسترونغ، الرئيس التنفيذي لشركة Coinbase، قلقه إزاء هذه الحالة، وطلب من عملاء البنك الآخرين مشاركة تجاربهم مع البنك.
في استطلاع للرأي أجراه أرمسترونغ على موقع تويتر، ادعى ما يقرب من ألف مشارك من أصل 10 ألاف مشارك أن حساباتهم قد أغلقت أيضا من قبل البنك دون أي مبرر.
لايزال غير واضح ما هو السبب الحقيقي وراء إغلاق بنك أمريكا لحسابات عملائه المرتبطة بالعملات الرقمية. ومع ذلك، يمكن تخمين بعض العوامل المحتملة التي تؤثر على قرارات البنك.
وقد يكون الالتزام بالقوانين واللوائح المالية والامتثال للقوانين واللوائح المالية في الولايات المتحدة هو السبب، وذلك لأن القوانين تتطلب من المؤسسات المالية التحقق من هوية عملائها ومصادر أموالهم وغسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
وقد يعتبر البنك أن التعامل مع العملات الرقمية يزيد من المخاطر والتعقيدات المصاحبة لهذه العملية.
بنك أوف أمريكا هو أحد أكبر البنوك في الولايات المتحدة، ويقدم خدمات مصرفية ومالية لأكثر من 66 مليون عميل في جميع أنحاء العالم.
يعتبر البنك من بين أولى المؤسسات المالية التي اعترفت بإمكانية العملات الرقمية كأصول رقمية، وأطلقت فريقا مخصصا للبحث في تقنية بلوكتشين والابتكارات المتعلقة بها في عام 2018.
Coinbase هي أحد أشهر منصات تداول العملات الرقمية في العالم، ويتوفر خدمات تداول وحفظ وإدارة العملات الرقمية لأكثر من 73 مليون عميل في أكثر من 100 دولة.
تأسست Coinbase في عام 2012، وهي مرخصة ومنظمة من قبل السلطات المالية في الولايات المتحدة، وتسعى إلى جعل العملات الرقمية سهلة الوصول والاستخدام للجمهور العام.