رفض السيد صهيب همس، مدير المستشفى الكويتي في غزة، أمرا عسكريا إسرائيليا بإخلاء المستشفى الذي يأوي عشرات المرضى بحاجة ماسة إلى العلاج.
وفي رد فعل مروع على رفضه هذا الأمر, قام الجيش الإسرائيلي بقصف منزله، مما أسفر عن دفن زوجته وأطفاله تحت الأنقاض.
أوضح السيد همس في رسالة مسجلة مؤثرة: “قصفوا بيت أنسابي وأولادي وزوجتي تحت الأنقاض، لكننا لن نغادر المستشفى مهما كلف الأمر ومازلنا نستقبل الإصابات والشهداء”.
هذا الحادث الأليم أثار موجة من الاستياء والتنديد. وقد علقت “سما الكويت” عبر مواقع التواصل الاجتماعي قائلة: “شوفو وين وصل جنون الاحتلال بتهديد بقصف مستشفى لمعالجة المصابين الأطفال والشيوخ”.
بينما عبرت “شيخة البهاويد” عن غضبها من هذا العدوان قائلةً: “عالم حقير يواجه أخلاق عالية”.
يأتي هذا الخبر في ظل التصعيد المستمر في غزة والذي أدى إلى ارتفاع حالات الإصابة والشهداء. وتعيش غزة حالة من التوتر في ظل استمرار العدوان واستهداف المدنيين والمؤسسات الطبية.
هل يتم اجتياح قطاع غزة بريا؟
بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث مساء اليوم عن احتمال بدء “الهجوم البري على قطاع غزة الليلة”، في ظل تقارير تشير إلى حركة كثيفة للجيش الإسرائيلي على حدود القطاع.
وفي نفس الوقت، دعا الجيش الإسرائيلي سكان شمال غزة لـ”التوجه فوراً نحو الجنوب”.
بينما يجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي الآن، وربما لاتخاذ ببدء اجتياح بري لقطاع غزة.
هذا وقام الجناح العسكري لحماس “كتاب القسام” بعرض فيديو يظهر عبره ماذا ينتظر الجنود الإسرائيليين في حال قيامهم بالدخول إلى قطاع غزة.
يبدو أن هناك احتمالية عالية لقيام إسرائيل بالاجتياح البري لغزة، خاصةً في ضوء الاستعدادات الميدانية المتزايدة والخسائر التي تكبدتها. ولكن، في السياق السياسي الدولي والوضع الداخلي، قد توجد متغيرات أخرى تؤثر في القرار النهائي لإسرائيل
ومن الجدير بالذكر أن هذه التطورات تأتي عقب تقارير عن مقتل 51 ضابطًا إسرائيليًا منذ بداية الهجوم الذي شنته حركة حماس. ومع هذه التصعيد الحالي، أعربت إسرائيل عن أملها في ألا يتدخل حزب الله، قائلةً: “نأمل ألا يتسبب حزب الله في دمار لبنان”.
ما هي خطة الجيش الإسرائيلي في اجتياحه لقطاع غزة؟
أما عن خطة الكيان الإسرائيلي في الهجوم على غزة، فتشير التقارير إلى أن جيش الاحتلال قد قسم قطاع غزة إلى 4 محاور سيقوم بمحاولة عزلها إلى 4 كتل عن طريق الهجوم على شمال وجنوب غزة ومن محورين في منتصف غزة، ليقوم بعزل قوات المقاومة وفصل نقاط التقاء القوات على طول الطريق الدولي المار فيها.
وسيقوم بتعزيز هجومه البري بهجوم مزدوج من البحر والو عبر استخدام البوارج والعتاد البحري في الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى احتمالية الاستعانة بسفينة جيرالد فورد والبارجة الأمريكية الأخرى التي توجهت نحو حوض المتوسط قرابة سواحل فلسطين، خاصة بعد تعهد بايدن بتقديم الدعم اللازم لجيش الاحتلال والوقوف بجانبه في حربه ضد المقاومة الفلسطينية.
عملية طوفان الأقصى والسيوف الحديدية
في سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء “عملية السيوف الحديدية” ضد قطاع غزة، مع إمكانية دخوله البري إلى القطاع وتعبئة عشرات الآلاف من قوات الاحتياط. وفي وقت يشهد فيه الجيش الإسرائيلي أعلى درجات الطوارئ العسكرية والأمنية، بدأت الولايات المتحدة في تأكيد دعمها لإسرائيل ضد حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى.
وألقى القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، كلمة حملت في طياتها إعلانًا عن بدء “عملية طوفان الأقصى“. وأكد الضيف على أن الضربة الأولى من هذه العملية شملت إطلاق أكثر من 5 آلاف صاروخ ضد العدو الإسرائيلي، داعيًا القوى العربية والإسلامية لتوحيد الصفوف والوقوف مع الشعب الفلسطيني.
المقاومة تكشف قوتها العسكرية ومدى قدرتها على الاستمرار في الحرب
وفي بيان للمقاومة الفلسطينية، قالت أن ما استخدمته حتى الآن خلال الأسبوع الأول من طوفان الأقصى لا يمثل سوى 10% أو أقل من كامل قدراتها الفعلية، والمقاومة تعمل وفق تكتيكات محددة وطويلة المدى.
وتضيف المقاومة أن لديها خطة دفاعية محكمة تشمل كامل الخارطة والمواقع في قطاع غزة وما حولها، وستقوم بتفعيلها في الوقت المناسب، مشيرة إلى انها لا تعاني من نقص في التسليح والذخيرة أو حتى الموارد البشرية والمقاتلين.
وفي توضيح حول قدرة المقاومة الفلسطينية على الاستمرار في حربها مع إسرائيل، أشارت المقاومة إلى أنها قادرة على مواصلة القتال ضد كيان الاحتلال الصهيوني لأشهر طويلة، وجنود المقاومة جاهزون وعلى استعداد تام لخوض أي معركة في الميدان، والخطط التي تعمل وفقها موضوعة مسبقا وتنفيذها يجري وفق الاتجاه المراد لها.
أضرار كبيرة ومجازر مروعة ارتكبها كيان الاحتلال بحق الفلسطينيين
أما عن حجم الضرر الذي تعرضت له غزة، فهو ضرر لا يمكن وصفه على الإطلاق، فالأمم المتحدة أحصت تدمير أكثر من 1300 بناء سكني وعشرات النقاط الطبية والإغاثية والإنسانية، بينما أحصت الصحة استشهاد نحو 2000 فلسطيني من بينهم أكثر من 600 طفل، بالإضافة إلى آلاف الجرحى، والقطاع الصحي الآن على شفا حفرة من الانهيار الكارثي.
وعلى الرغم من كل المناشدات الدولية من بعض الدول العربية والأجنبية لكيان الاحتلال لوقف العدوان على فلسطين وفتح الممرات الإنسانية لعبور المساعدات الإنسانية والطبية ونقل المصابين، إلا أن كيان الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل اعتبار وكل القوانين، ويقصف بلا هوادة بما فيها معبر رفح مع مصر الذي لم تستطع أي شحن إغاثية المرور بسبب عدوان إسرائيل المستمر عليه.