أطلق عضو الكونجرس براد شيرمان هجوما لاذعا على صناعة العملات الرقمية في جلسة استماع في الكونجرس الأمريكي يوم الأربعاء، متهما إياها بتسهيل الأنشطة غير القانونية والتهرب من الضرائب.
كما انتقد شيرمان حكما قضائيا حديثا في قضية الريبل، وهي شركة تستخدم عملة رقمية تسمى XRP، والتي أثارت جدلاً حول ما إذا كانت XRP تعتبر أوراقا مالية أم لا.
الريبل تصدر عملة رقمية تسمى XRP، والتي تستخدم كوسيلة لتسهيل التحويلات بين العملات المختلفة.
رفعت لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) دعوى قضائية ضد الريبل واثنين من مؤسسيها في ديسمبر 2020، متهمة إياهم ببيع XRP كأوراق مالية غير مسجلة.
وفقا للجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC)، فإن XRP هو استثمار في الريبل، وبالتالي يجب أن يخضع لقوانين الأوراق المالية التي تحمي المستثمرين من التضليل والغش.
الريبل نفت هذه الادعاءات، مؤكدة أن XRP هي عملة رقمية مستقلة عن الريبل، ولا تعطي حامليها أي حق في المطالبة بحصة في شركتها أو أرباحها.
كما ادعت الريبل أن XRP لديها استخدامات عديدة كأداة للدفع والتداول، وليس فقط كوسيلة لتمويل شركتها.
أصدر قاض فيديرالي مؤخراً حكما في قضية الريبل، قائلاً إن XRP “في بعض الأحيان ورقة مالية وأحيانا لا”. وأضاف أن تصنيف XRP يعتمد على “الظروف المحددة” لكل صفقة، وأنه لا يوجد قانون واضح يحدد متى تصبح العملات الرقمية أوراقا مالية.
هذا الحكم أثار انتقادات من عضو الكونجرس شيرمان، الذي وصفه بأنه “سخيف” و”غير مقبول”.
وقال شيرمان إن هذا الحكم يخلق حالة من الغموض والعدمية للمستثمرين والمنظمين، ويسمح لشركات العملات الرقمية بالتلاعب بالقوانين لصالحها.
كما انتقد شيرمان اختبار Howey، وهو اختبار قانوني يستخدم لتحديد ما إذا كانت الأصول تعتبر أوراقا مالية أم لا. وقال شيرمان إن هذا الاختبار قديم وغير مناسب للعصر الرقمي.
شيرمان هو أحد أشد المعارضين للعملات الرقمية في الكونجرس الأمريكي. في عام 2019، دعا شيرمان إلى حظر العملات الرقمية في الولايات المتحدة، قائلاً إنها تهدد السيادة الأمريكية والأمن القومي.
كما ربط شيرمان كثيرا بين العملات الرقمية والجرائم المالية، مثل التهرب الضريبي والاتجار بالبشر وانتهاكات العقوبات.
في جلسة استماع يوم الأربعاء، أعاد شيرمان تأكيد موقفه المعادي للعملات الرقمية، قائلاً إنها لا تخدم أي غرض إلا لأولئك الذين يرغبون في التخلص من قوانين الولايات المتحدة.
وقال شيرمان إن مصطلح “العملة الرقمية” هو مجرد كلمة فخورة للإشارة إلى “الأموال المخفية”، والتي تفقد قيمتها بسرعة عند كشفها.
كما سخر شيرمان من مؤيدي العملات الرقمية، قائلاً إنهم يحلمون بإطلاق عالم جديد خارج نطاق سلطة الحكومات.
تصريحات شيرمان أثارت ردود فعل متباينة بين مجتمع العملات الرقمية. بعضهم انتقد شيرمان بشدة، متهما إياه بجهل وتخوف من التكنولوجيا والابتكار.
بعضهم اعتبر تصريحات شيرمان دليلا على أن صناعة العملات الرقمية تزدهر وتثير قلق المؤسسات التقليدية. وبعضهم سخر من شيرمان، مستشهدا بسجله التشريعي المحدود وإخفاقه في فهم فوائد العملات الرقمية.