شهر رمضان هو شهر القرآن والدعاء والتقرب إلى الله تعالى بالعبادات والأعمال الصالحة. ومن أفضل العبادات التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في هذا الشهر الفضيل هي الدعاء، فهو عبادة عظيمة وسبب لنيل الخيرات ودفع الشرور.
وقد وردت في الكتاب والسنة العديد من الأدعية الرمضانية التي يستحب للمسلم أن يدعو بها في أوقات الإفطار والسحور والقيام والصلاة وغيرها من الأوقات المباركة. وفي هذا المقال سنتناول بعض هذه الأدعية ومعانيها وفضائلها.
الدعاء عند الإفطار
ففي هذا الوقت تكون الدعوات مستجابة، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(إنَّ للصائمِ عندَ فِطرِه لَدعوةً ما تُرَدُّ)
يبين هذا الحديث فضل الصائم وأن له دعوة مستجابة عند فطره، أي عند انتهاء يومه من الصيام يدعو بها الصائم لنفسه أو لغيره من الخيرات والمصالح في الدنيا والآخرة. والسبب في استجابة دعوة الصائم عند فطره هو أنه قد أدى عبادة عظيمة من الله تعالى وقد ترك شهواته وطاع نهي الله تعالى، فبلغ منزلة عالية من الإيمان والتقوى والتضرع والانكسار، فهو أهل للقبول والإجابة. وقد روي هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وقال ابن أبي مليكة: سمعت عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي وقد صحح الألباني
وكان عليه الصلاة والسلام يَدعو عند فطره:
(ذهب الظمأُ وابتلَّت العروقُ وثبت الأجرُ إن شاء اللهُ)
دعاء الصائم إذا أفطر في بيت غير بيته
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند أهل بيت قال لهم:
أفطَر عندَكم الصَّائمونَ وصلَّتْ عليكم الملائكةُ وأكَل طعامَكم الأبرارُ
هذا الحديث هو دعاء يقوله الضيف لمضيفه بعد أن يأكل عنده، ويعني أن الله يثيب مضيفه على إطعامه ويستغفر له الملائكة ويجعله في صحبة الصالحين. وقد رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جاء إلى سعد بن عبادة رضي الله عنه فأكل عنده خبزا وزيتا ثم قال هذا الدعاء وهذا الحديث صحيح الإسناد وفي هذا الحديث فوائد عديدة منها:
- استحباب الدعاء لمن أطعمنا أو سقانا من الطعام والشراب.
- فضل الإطعام والإفطار والجود والكرم على الضيوف والصائمين.
- تقديم ما تيسر من الطعام للضيوف وعدم التكلف والتبذير.
- شفاعة الملائكة للمؤمنين واستغفارهم لهم.
- حسن الخاتمة والرفقة الطيبة في الآخرة.
الدعاء عند السحور
اللهم إني أسألك في هذه الساعة المباركة إيمانا تباشر به قلبي ويقيناً حتى أعلم أنه لن يصيبنى الا ما كتبت لي ورضني من العيش بما قسمت لي يا ارحم الراحمين.
هذا الدعاء هو دعاء يقوله المسلم في أي وقت، وخاصة في الأوقات المباركة مثل وقت السحور في شهر رمضان وليلة القدر ومعنى هذا الدعاء أن المسلم يسأل الله تعالى أن يمن عليه بإيمان قوي ينير قلبه ويزيد من توكله على الله ورضاه بقضائه، وأن يمن عليه بيقين صادق يجعله يؤمن بأن كل ما يصيبه من خير أو شر هو بمشيئة الله وحكمته، وأن يرضى بما قسم الله له من رزق ومعيشة وأن لا يحسد أحدا على ما آتاه الله من فضله، وأن يتوجه إلى الله بالدعاء والشكر والصبر والاستغفار، وأن يسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويدخله جنته، فإن الله هو أرحم الراحمين.
وهذا الدعاء مأخوذ من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“اللهم إني أسألك إيمانا تباشر به قلبي ويقينا حتى أعلم أنه لا يمنعني رزقا قسمته لي ورضا من المعيشة بما قسمت لي”
فلم يرد فيه دعاء مخصوص فيما أعلم والذكر الوارد على الطعام في رمضان وفي غيره أن يقول “بسم الله في أوله والحمد لله في آخره”.