أصبح الشغل الشاغل اليوم للمسؤولين عن سوق العملات الرقمية، هو إعادة تنظيم السوق من جديد، وتعديل التشريعات والقوانين بما يلائم خططهم المستقبلية، التي تهدف إلى تنظيم السوق بشكل أكبر بهدف حماية المستخدمين والمستثمرين، من كل الجهات التي تحاول إثارة الفوضى والعبث باستقرار سوق العملات الرقمية.
وكان لانهيار شركة FTX أثر جوهري في إثارة قلق المشرعين والمسؤولين، والتي كشفت الكثير من الفساد والقضايا التي فرضت على المشرعين تنظيم سوق العملات الرقمية على وجه من السرعة.
ويملك مارك برانسون، رئيس الهيئة الفيدرالية للرقابة المالية العالمية BaFin والهيئة التنظيمية المالية في ألمانيا، نفس وجهة النظر في ضررة إعادة هيكلة سوق العملات الرقمية من جديد.
وكانت هيئة الرقابة المالية الاتحادية قد أمرت السلطات العالمية بالتعاون معها في تتبع القوانين والتشريعات المرتبطة بسوق العملات الرقمية، وإعادة صياغة ما يلزم منها. وأعرب برانسون أن هذه العملية ستجلب فائدة إضافية للمستثمرين والتي يمكن أن تكون سبيلاً في حجب الانشطة غير الشرعية.
ويرى برانسون كذلك، أنه من غير المقنع أن يكون عدم التدخل هو السبيل لحل المشاكل الحالية، فقد حان الآوان لتغيير النهج والتدخل لحماية المستخدمين.
ويسعى قطاع العملات الرقمية إلى توسيع صلة الربط بينه وبين قطاع المال التقليدي من العالم الحقيقي، الأمر الذي يفرض مزيداً من الجهود في سبيل الوصول إلى صيغة تكون ناظمة للطرفين بشكل ملائم لجميع الأطراف.
سوق العملات الرقمية بحاجة ملحة جدا لإعادة تنظيمه من جديد
ينتقد برانسون الصيغة الحالية للنظام الذي يسير عالم العملات الرقمية، ويعتبره أنه ليس صارماً إلى تلك الدرجة المطلوبة، مما يشير إلى أن هذه الحالة التي يكون عليها قطاع العملات الرقمية اليوم، لن تستطيع إبقاء نشاط القوى الشريرة تحت السيطرة مستقبلا.
ويشير إلى أن هذا الوقت هو الأنسب لتنظيم سوق العملات الرقمية من جديد وبشكل جاد يختلف عن سابقاته من المرات، وأكد على أن الحل لن يكون من الجانب الأوروبي فقط، بل يحتاج سوق العملات الرقمية إلى تكاتف الجهود على مستوى عالمي.
ويدعو جميع الدول إلى التعاون بشكل جماعي والتوحد لوضع إطار تنظيمي شامل وواضح وفي أسرع وقت ممكن، مؤكدا أن الخطأ السابق كان في عدم وجود نظرة محددة وصارمة متشارك عليها من قبل جميع الأطراف المشرفة على أسواق العملات الرقمية، والتي أدت إلى العديد من المشاكل الأمنية التي لم تُحمد عقباها.
قطاع العملات الرقمية حليف للنظام النقدي العالمي
يملك برانسون سمعة حسنة وطيبة، لما يبديه من اهتمام ووعي على سوق العملات الرقمية، وخاصة أنه يعتبر أحد أكثر الأشخاص صداقة للعملات الرقمية وتكنولوجيا البلوكتشين، التي يرى فيها أنها ستجلب ابتكارات عظيمة، إلى جانب أنها ستكون محط طمع من قبل اللصوص والمحتالين، للاستفادة من ميزات هذه التقنية وإلحاق الأضرار بالمستثمرين.
كان قد أصدر رئيس هيئة الرقابة المالية الاتحادية، تحذيراته في وقت سابق للمستخدمين، يشير فيه إلى أهمية توخيهم الحذر حيال مشاريع العملات الرقمية التي يقومون بالاستثمار بها، لأنه قد ينجم عنها مخاطر كبيرة.
رغم تطور قطاع العملات الرقمية وتوسعه، يؤكد برانسون أنها لا تشكل أي خطر للاقتصاد العالمي ولا تهدد استقراره، وهذا سبب إضافي ووجيه لاتخاذ الإجراءات اللازمة في سبيل تنظيم هذا القطاع، في حين من الممكن أن يتسبب الفشل في هذا التنظيم إلى إحداث مشاكل في التوازن العالمي النقدي مستقبلاً.