أعادت سلطات الولايات المتحدة الأمريكية اعتقال السجين السياسي والإداري السابق لشركة FTX، سام بانكمان فريد، والذي قام بعملية احتيال جديدة وفق مزاعم السلطات.
كان قد تم اعتقال بانكمان فريد في المرة الأولى في شهر أكتوبر 2022، قبل أن تتم محاكمته وتوجيه عدة إدانات تفيد بارتكابه عدة جرائم مالية، في وقت كان من المتوقع خروجه بكفالة، ولكن القاضي الفيدرالي منع حدوث ذلك.
وتشير وزارة العدل الأمريكية أن بانكمان فريد يتواصل مع راين ميلر، المستشار العام السابق لشركة FTX، كما أنه قام باستخدام شبكة خاصة لمتابعة تداولات شركة Super Bowl، وهذا يخالف شروط الكفالة التي حصل عليها لاحقا مقابل إيداع مبلغ 250 مليون دولار أمريكي.
وتشير التقارير إلى أن وزارة العدل الأمريكية قد طلبت لاحقا عدة تعديلات على بيانات الكفالة، فقد قام بانكمان فريد بالتواصل مع المستشار العام السابق لشركة FTX بتاريخ 15 يناير العام الجاري، وذلك عبر تطبيق Signal للمراسلة الإلكترونية وعبر البريد الإلكتروني له أيضا.
تشير الرسائل التي قدمها بانكمان إلى رغبته في العودة إلى شركة FTX وإعادة بناء أواصر الصلة والتواصل مع المسؤولين في الشركة والسوق، متسائلا أيضا حول الإمكانات المتاحة لتبادل المعطيات والمؤشرات بخصوص مختلف شؤون السوق والمسائل التي حصلت وتحصل فيه بالوقت الحاضر.
فيما زعمت وزارة العدل أن بانكمان قد استغل تطبيق Signal لعرقلة الوزارة والعدالة، وذلك من خلال استخدامه لميزة الحذف التلقائي ضمن التطبيق التي تسببت في تعقيد التحقيقات، وهذا ما دفعها للشك في احتمالية قيام المدعو عليه بالتلاعب بالشهود في ظل سلوكه غير القانوني.
ولكن أكثر ما كان مستفزا في قضية بانكمان فريد، هو قيامه بمشاركة جزء من المذكرات اليومية لحبيبته السابقة كارولين إليسون، الرئيس التنفيذي السابق لشركة Alameda Research، وهذا ما أشارت إليه دانييل ساسون، المدعية العامة الأمريكية، إذ طلبت من السلطات إلغاء كفالة جهاز الأمن الفيدرالي.
تقول ساسون أن بانكمان قد استغل الكفالة ليقوم بترهيب حبيبته وزميلته في العمل سابقا “كارولين إليسون”، كما قام بانكمان فريد بإجراء ما يزيد عن 100 مكالمة مع أحد مراسلي صحيفة نيويورك تايمز، بهدف قيامه بتسريب مذكراتها الشخصية إليه.
ولذلك قامت وزارة العدل بتوجيه شكوى إضافية بحق سام بانكمان بتاريخ 20 يوليو الفائت، كونه يحاول الضغط على حبيبته التي تعد أحد الشهود الرسميين في قضيته، محاولا تشويه سمعتها من خلال نشر مذكراتها الشخصية في أكبر صحف العالم بالتعاون مع أحد الصحفيين من داخل نيويورك تايمز.
فيما بعد، اعترف فريق الدفاع الموكل عن بانكمان فريد، بمشاركته بعض المعلومات الشخصية من مذكرات إليسون اليومية، وذلك عبر صحيفة نيويورك تايمز، مع تمسكهم حول سبب المشاركة الذين عارضوا أن يكون لأجل التأثير على الشهود، مضيفين أن القيام بسجن موكلهم فريد سيعرقل مجريات المحاكمة وسيزيد من صعوبة التحضير لها.
طلب محامي بانكمان أن يتم استئناف الحكم بخصوص إلغاء كفالة موكله، مع تأجيل قرار الحجز ريثما يتم النطق بالحكم، في حين لم يرضى قاضي محكمة نيويورك عن الحجج التي تقدم بها فريق الدفاع عن بانكمان، كما رفض قرار تأجيل الحجز، وبذلك سيبقى فريد سجينا ريثما تنتهي التحقيقات.
من المعروف عن بانكمان أنه يتعاطى المخدرات ويتلقى العلاج من مصحة عقلية، لذلك ووفقا لبنود اتفاقية الكفالة، فإن سام بانكمان كان مجبرا بالسكن مع عائلته تحت رقابة وحراسة أمنية دائمة مع اشتراط تسليم وثائقه الرسمية كجواز السفر وغيرها، بالإضافة إلى تلقيه العلاج للصحة العقلية وعلاج تعاطيه المخدرات.
بعد الإعلان عن إفلاس شركة FTX وانهيار عملتها الرقمية FTT تماما وخسارتها لأكثر من 9 مليارات دولار أمريكي، تستعد الشركة اليوم لاستئناف عملها في السوق كما في العهد السابق، إذ استطاعت خلال الأشهر الماضية القيام بعدة خطوات وإجراءات مهمة، من شأنها أن تسهم في إعادة الحياة للشركة من جديد.
يقود منصة FTX الآن جون راي الثالث، الذي تولى المسؤولية خلال إجراءات الإفلاس في نوفمبر، حيث يبحث فريق FTX عن شركاء استثماريين وهياكل مختلفة، مثل المشاريع المشتركة، لإعادة تشغيل المنصة.
كما تخطط الشركة لإعادة تسمية علامتها التجارية كجزء من خطة الإحياء الجديدة للمنصة، ولكن واحدة من المسائل التي تثير اهتمام العملاء هي التعويضات المحتملة عن عملات العملاء المفقودة.
كما أعلنت منصة FTX في تغريدة لها عبر تويتر، عن إتاحة تقديم طلبات استعادة أموالهم عبر الانترنت،فقد قامت منصة FTX بإضافة طريقة جديدة يمكن للمستخدمين من خلالها الوصول إلى حساباتهم والمطالبة بخسائرهم التي تكبدوها في شهر نوفمبر.
وتجدر الإشارة إلى أن منصة FTX قد قامت بإطلاق خدمة FTX Employers Payments برعاية FTX Creditors ضمن إجراءات الإفلاس وفق الفصل 11 من القرار، إذ ستقوم بوابة مطالبات العملاء هذه بالتحقق من هوية المستخدمين ومراجعة سجل معاملاتهم السابق، كما قد يتطلب الأمر تقديم إثباتات الكترونية إذا لزم الأمر.
وكل المعلومات السابقة تشير إلى أن منصة FTX عازمة بقوة على العودة لاستئناف خدماتها من جديد، فقد رحب الكثيرون بهذا التقدم الذي حققته الشركة، وينتظر الكثيرون الانطلاق الفعلي للمنصة، وهذا سبب كاف في جعل بانكمان فريد يرغب بالخروج لعودة إدارة الشركة التي تسبب بإفلاسها مسبقا، وهذا بالطبع لن يرغب به أي أحد، ولن يفيد الشركة في استئناف أعمالها قولا واحدا.
ولكن كما خرج فريد سابقا من السجن بكفالة كبيرة، قد يعاود الخروج مجددا وبكفالة جديدة، فعلاقات هذا الرجل كثيرة ومتشعبة، والمفاجآت أكثر من كثيرة، وهي التي ستكون سيدة الموقف غالبا، ما لم تكن لجنة المحكمة صارمة في موقفها ضد هذا الرجل الذي يتلاعب بالقانون يمنة وشمالا ويستغله لصالحه في آن معا.