كما نعلم فإن مشاريع الأقمار الصناعية كثيرة اليوم، وباتت تستخدم بالفعل في عدة مجالات، والتي وفرت بدائل مناسبة وذات موثوقية، لكن بشكل محدود لمُقدمي خدمات الانترنت.
إحدى هذه الخدمات هي نشر البيانات المرئية والمسموعة عبر أجهزة الالتقاط الموجودة في منازلنا “ستالايت”، والتي تستقبل إشارات البيانات من الأقمار الصناعية، مستبدلة بذلك البث الداخلي من نقطة إلى أخرى داخل الأرض، والتي يتخللها مشاكل التشويش والفقد في البيانات.
ويجري الحديث اليوم حول إمكانية استعمال الأقمار الصناعية في توسيع شبكات التعدين، فوجود عدة خيارات مثل خيار البث عبر كامل الكرة الأرضية، يتيح المجال للوصول إلى موارد بلوكتشين والتفاعل معها بشكل مريح وبأداء فعال.
كانت هناك قبل مدة بعض مشاريع التعدين السابقة التي تم تنفيذها عبر الأقمار الصناعية، عبر أقمار الاتصالات التجارية، والتي قامت شبكات التعدين باستئجار ترددات الانتشار منها.
ومن هذه المشاريع نذكر: بلوك ستريم، وهو عبارة عن رمز ترددي للبث عبر الأقمار الصناعية التجارية، حيث تعطى لمقدمي خدمات التعدين ترددات فريدة لتلبية حاجاتهم، ويستخدم بلوك ستريم الترددات أثناء إرسال الإشارات التي تحمل معها كتلاً ومعاملات رقمية من محطة البث الأرضية، إذ تحصل على بياناتها من الكيان الخاص بشبكة التعدين.
يلي ذلك ارتداد للبيانات من القمر الصناعي إلى جهاز الالتقاط لدى المستخدم على الأرض، حيث تجري عملية فك تشفير للبيانات المستقبلة. لا يسمح هذا المشروع للمستخدم من الولوج للمعاملات والتحديثات المحظورة، لكن فائدته تكمن في حصول المستخدم على التغييرات التي تصيب بلوكتشين في وقتها الفعلي، وبدون القيام بأي عملية دفع، لمنعها سماح مشاركة عمليات التحقق من الصحة.
ومن المشاريع الهامة نذكر أيضاً مشروع كريبتو 1، حيث جاء هذا القمر الصناعي بغية عكس النية الحقيقية تنويع مجالات استخدام الأقمار الصناعية، إذ يستخدم في أغراض التحقق من صحة الكتلة والمعاملات، لكن شبكات بلوكتشين تستخدم القمر الصناعي من كيانات اتصال تجارية، والتي بذلك تحد من ترددات عرض النطاق، أي تضيق نطاق العمل والمشاركة مع المستخدمين.
وأهم ما في هذا القمر أنّ المستقبل الخاص به يدعم بروتوكولات إثبات المعرفة الصفرية، التي تتيح للمستخدم إمكانية التحقق من الحظر والمعاملات، ودون الكشف عن أية تفاصيل متعلقة بالمحتوى الذي تم التحقق منه، وهنا يأتي دوره في مشاركة عمليات التصويت على القرارات المهمة في الاستثمار مثلاً، والتي تكون متعلقة أغلب الأحيان بالمنظمات المستقلة اللامركزية DAOs.
يترتب على المستخدم بعض الخطوات قبل البدء في التمتع بالوصول الغير محدود لموارد التشفير، وهي:
هناك عدة أسباب تجعل استخدام الأقمار الصناعية استراتيجية هامة في توسيع شبكات التعدين، أهمها خصوصية المستخدم وأمانه، إذ يبقى عنوان IP الخاص بالمستخدم مخفياً عن بقية مستخدمي الشبكة، عكس حالة الأجهزة المتصلة بالانترنت، ويعود ذلك إلى أن عقدة المستخدم هي مستقبل بيانات بلوكتشين مع الحد الأدنى في استخدام النطاق الترددي مما يجعلها مجهولة.
وثاني الأسباب هو الوصول العالمي، والذي قد يخلق تغطية عالمية مثالية لسوق العملات الرقمية، فرغم أن الأقمار الصناعية لها بصمتها الخاصة في معظم الأماكن، إلا أن غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية تكون بعيدة جداً عنها وغير مواتية لتركيب كابلات البيانات في أماكن مختلفة، مما يجعل هذه الأماكن النائية متاحة لمجتمع التعدين، وخاصة مع إدخال خوارزميات جديدة للتحقق من صحة نقاط البيع.
ومن الأسباب الرئيسية في أهمية الأقمار الصناعية كون أن قنوات الاتصال الفضائية المستقلة عن الشبكة تسمح للعقد بالاتصال ببقية الشبكة لإيقاف اختبار صحة الكتل والمعاملات بشكل مؤقت، وذلك عندما يصيب الإنترنت فشل داخل مجمعات التعدين الضخمة.
ونجد بعد ما قدمنا سابقاً أن الأقمار الصناعية مكانة هامة وأساسية لتحقيق نجاح في شبكات تعدين العملات الرقمية، إذ تسمح بخلق فرص مشاركات في التعدين وتجارة العملات من الناس المتواجدين في المناطق الغير مخدمة بشكل ، جيد بالانترنت.
وتأتي هذه التوقعات، في وقت قد تعسى فيه شبكات بلوكتشين التخلي عن بروتوكولات إثبات العمل بشكل جدي PoW، وسنرى مساهمات حقيقية وواضحة ضمن أنشطة مختلف شبكات التعدين، بعيداً عن التركيز سابقاً على المناطق ذات إمدادات ضخمة من الوقود الأحفوري لأجل التعدين.