أعلن علماء مختبر المسرع الوطني SLAC في الولايات المتحدة عن إنجاز استثنائي حيث تمكنوا من إنشاء أكبر كاميرا في العالم بعد جهود مستمرة استمرت لمدة عقدين من الزمن. تحمل الكاميرا اسم “المسح التراثي للمكان والزمان” (LSST)، وتتميز بوزن يبلغ 3 أطنان مترية ودقة تبلغ 3200 ميغابكسل، بالإضافة إلى عدسة قطرها 1.57 مترا.
ووفقاً لتصريحات العلماء، من المتوقع أن توفر الكاميرا رؤى جديدة وغير مسبوقة للعلماء حيث سيتم استخدامها في البحث عن أسرار الكون الكبير، بما في ذلك المادة المظلمة التي تشكل جزءً كبيرًا من تركيبة الكون. سيتم تثبيت الكاميرا في مرصد “روبين” في تشيلي حيث سيبدأ علماء الفلك في استخدامها لاستكشاف الظواهر الكونية بدقة أكبر وتحليل المجال السماوي بشكل شامل.
وفي هذا السياق، صرح زيليكو إيفيزيتش، مدير مرصد “روبين”، بأنهم سيبدأون قريبًا في إنتاج أضخم خريطة وأفلم للسماء الليلية على الإطلاق، مشيرًا إلى أهمية هذا الإنجاز الذي سيسهم في تطوير الفهم لدينا للكون ومكوناته.
ومن جانبه، أشار آرون رودمان، نائب مدير مرصد “روبين”، إلى أن دقة الكاميرا المذهلة تتطلب تكنولوجيا حديثة لعرضها، حيث يُقدر أنه يلزم مئات من أجهزة التلفزيون فائقة الوضوح لعرض صورة واحدة بالحجم الكامل.
ومن المقرر أن يُستخدم الكاميرا LSST لاكتشاف أسرار جديدة في علم الفلك مثل نجوم المستعرات الأعظمية وتحسين فهمنا لمجرتنا ونظامنا الشمسي. ومن المتوقع أن تُنتج الكاميرا أيضًا أدق خريطة للمجرة التي ستسهم في توسيع معرفتنا بالكون.
وختمت ريسا ويشسلر، عالمة الكونيات في SLAC، بالقول: “تمثل هذه الكاميرا إضافة قيمة لعالم العلم، وستكون مصدرًا للبيانات الثمينة التي ستعزز البحث العلمي وتسهم في تقدمنا الدائم نحو فهم أعمق للكون”.
