ذكرت وكالة رويترز، ونقلا عن مسؤول أمني إقليمي بارز، أن إيران بدأت بسحب ضباطها من الحرس الثوري من سوريا خلال الأيام الأخيرة في إشارة إلى تطورات استراتيجية مهمة على الساحة الإقليمية.
وفقا للمصدر، أشار المسؤول البارز إلى أن هذا الانسحاب يُعتبر تقليصا للوجود وليس انسحابا كليا. في وقت تكشف فيه هذه التصريحات إلى تطورات مهمة في الديناميات الإقليمية والتحالفات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط.
وفقا للمسؤول الأمني، يعكس قرار إيران سحب بعض ضباطها من سوريا استراتيجية تقليص الوجود العسكري، دون الانسحاب الكامل. يُظهر هذا التحول تغيرات في المواقف الإيرانية تجاه الأزمة السورية والمشهد الإقليمي.
تُعَدُّ العلاقة بين إيران وسوريا علاقة استراتيجية تاريخية، حيث دعمت إيران الحكومة السورية منذ بداية الأزمة والحرب هناك، وهذا يطرح تساؤلا عن مدى تأثير سحب الضباط الإيرانيين على التوازن العسكري في سوريا ودور إيران في المنطقة.
تُظهِر هذه الخطوة تفاصيل أكثر عن استراتيجية إيران وتوجهاتها المستقبلية في المنطقة. يعتبر السحب الجزئي للضباط خطوة غير مسبوقة وتحمل إشارات حول التطورات الجيوسياسية في المنطقة.
كما أن هذا التحرك يأتي بعد تعرض إيران لخسائر كبيرة في أفرادها وقياداتها خلال الأسابيع الماضية، على إثر الغارات الإسرائيلية التي استهدفت عدة مقار وتجمعات لهم داخل سورية في عدة محافظات منها دمشق وحلب، وهذا ما أسفر عن خسارة إيران لعشرات القيادات المخضرمين.
كما أنها شهدت استهدافا داخليا في الذكرى الرابعة لتأبين القيادي البارز قاسم سليماني، وأسفر هذا الاستهداف عن سقوط مئات الجرحى والوفيات في تفجير انتحاري تبنته تنظيمات إرهابية.
مع استمرار التوترات في الشرق الأوسط، يظل من المهم متابعة التطورات في العلاقة بين إيران وسوريا، حيث يمكن أن تكون لها تأثير كبير على المستقبل الإقليمي والدور الإيراني فيه، ولكن تقليص الوجود قد يعني تقليصا لحجم التأثير في المنطقة طالما استمر الوضع على ما هو عليه بعد الآن.