في تطورات مثيرة للقلق، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، أن إيران قامت بتسريع عمليات نقل الأسلحة إلى حزب الله عبر سوريا منذ بدء الحرب في غزة.
وفي رسالة وجهها إلى مجلس الأمن، كشف كاتس أن إيران تقوم بنقل الأسلحة إلى حزب الله عن طريق البر عبر الحدود السورية اللبنانية التي تُسهّل عمليات النقل، بالإضافة إلى النقل عن طريق الجو والبحر.
وأكد الوزير الإسرائيلي أن الشحنات تشمل مكونات لأنظمة الدفاع الجوي وطائرات من دون طيار، بما في ذلك شاهد 101 و شاهد 136، بالإضافة إلى العديد من الصواريخ.
وأضاف كاتس أن وحدات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله متورطة في عمليات نقل الأسلحة، مما يُثير مخاوف إسرائيلية بشأن تصاعد التوترات على الحدود الشمالية.
تجدر الإشارة إلى أن الحدود اللبنانية شهدت تصاعدا في الأوضاع منذ اندلاع طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى تصعيد التوترات بين حزب الله وإسرائيل أيضا.
وشهدت منطقة جنوب لبنان وشمال إسرائيل في 14 فبراير الجاري تصعيدا كبيرا، فقد شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية على بلدات عدة، أسفرت عن وفاة عدد من الأشخاص بينهم عناصر من حزب الله، إلى جانب وفاة عدد من المدنيين.
ومنذ بدء التصعيد، ارتقى 276 شخصا في لبنان، بينهم 191 عنصرا من حزب الله و44 مدنيا، بالإضافة إلى ثلاثة صحفيين، في حين قتل 16 شخصا في إسرائيل، وفقا لتقديرات وكالة “فرانس برس”.
ذكرت وكالة رويترز، ونقلا عن مسؤول أمني إقليمي بارز، أن إيران بدأت قبل مدة بسحب ضباطها من الحرس الثوري من سوريا، في إشارة إلى تطورات استراتيجية مهمة على الساحة الإقليمية.
وفقا للمصدر، أشار المسؤول البارز إلى أن هذا الانسحاب يُعتبر تقليصا للوجود وليس انسحابا كليا. في وقت تكشف فيه هذه التصريحات إلى تطورات مهمة في الديناميات الإقليمية والتحالفات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط.
ووفقا للمسؤول الأمني، يعكس قرار إيران سحب بعض ضباطها من سوريا استراتيجية تقليص الوجود العسكري، دون الانسحاب الكامل. يُظهر هذا التحول تغيرات في المواقف الإيرانية تجاه الأزمة السورية والمشهد الإقليمي.
وتُعَدُّ العلاقة بين إيران وسوريا علاقة استراتيجية تاريخية، حيث دعمت إيران الحكومة السورية منذ بداية الأزمة والحرب هناك، وهذا يطرح تساؤلا عن مدى تأثير سحب الضباط الإيرانيين على التوازن العسكري في سوريا ودور إيران في المنطقة.
تُظهِر هذه الخطوة تفاصيل أكثر عن استراتيجية إيران وتوجهاتها المستقبلية في المنطقة. يعتبر السحب الجزئي للضباط خطوة غير مسبوقة وتحمل إشارات حول التطورات الجيوسياسية في المنطقة.
وعلى الرغم من هذه الأخبار التي تم تداولها قبل عدة أسابيع، فإن التقارير الإسرائيلية تشير إلى استمرار النشاط الإيراني بل وزيادته في منطقة سوريا ولبنان، وهذا ما يجعل مستقبل المنطقة محفوفا بالمخاطر والترقب لمعرفة احتمالات المواجهة القادمة بين الأطراف المتنازعة.