تحدث أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي في آخر لقا لهم عن احتمالات قيام إيلون ماسك بإطلاق عملته الرقمية الخاصة به، والمتغيرات المترتبة على هذا الأمر.
ويبدو أن أعضاء الكونغرس الأمريكي قلقون من هذا الملياردير ومن عملته الرقمية التي من المؤكد أنها ستغزو السوق في حال إصدارها، وخاصة أنه يملك أحد أكثر منصات التواصل الاجتماعي تأثيرا في العالم وهي تويتر.
وتعيش السوق الأمريكية حالة من التخبط وعدم التنظيم وخاصة في الفترة الأخيرة، إذ تواجه مشاريع إصدار القوانين واللوائح التنظيمية للأسواق الأمريكية والعملات الرقمية، العديد من العقبات والمشكلات، وخاصة بوجود بعض المعارضين للعملات الرقمية في الكونغرس ومجلس النواب.
وكانت السلطات الأمريكية تعمل على تمرير مشروع قانوني يهدف لتنظيم العملات الرقمية المستقرة، وهذا ما يخشى منه بعض السياسيين في الولايات المتحدة وتوابع هكذا قرار على السوق الأمريكية، الذي قد يتيح لأمثال إيلون ماسك إطلاق عملاتهم الرقمية المستقرة بكل سهولة، ومن ثم غزو السوق والسيطرة على التداولات والمدفوعات الرقمية في العالم.
ويبدو أن مخاوف هؤلاء السياسيين أصبحت أمرا واقعا بالنسبة لهم، فبالأمس قام الكونغرس بالإعلان عن موافقته على مشروع قانون لتنظيم العملات الرقمية، والذي تقدم به دون باير، أحد نواب مجلس الشيوخ.
ويهدف مشروع باير إلى تحديد كيفية تصنيف وتنظيم الأصول الرقمية، كالبيتكوين والإيثيريوم وغيرها من العملات الرقمية بالتوافق مع قوانين لجنة الأوراق المالية والسلع، كما يسعى هذا المشروع إلى حماية حقوق المستثمرين والمستهلكين وتحقيق مفهوم الالتزام الضريبي واتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع تقلبات السوق وحالات الاختراق والسرقة وغيرها.
مشروع قانون العملات الرقمية والذي يحمل اسم “Digital Asset Market Structure and Investor Protection Act”، يحاول توضيح وتبسيط القواعد المطبقة على العملات الرقمية. وهو يفعل ذلك وفق الآلية التالية:
ويرى البعض أن هذا المشروع الجديد يتصف بضخامته التي قد تتسبب بإعاقة الابتكار والتطوير في سوق العملات الرقمية، إلى جانب احتمالية منحه ميزات إضافية لكبار المستثمرين وحصولهم على جزء أكبر من الموارد على حساب بقية المستفيدين من سوق العملات الرقمية.
وتشير ماكسين ووترز، نائبة في الكونغرس ورئيسة اللجنة المالية، إلى خوفها من استفادة إيلون ماسك من مشروع القانون الجديد، وتمكنه من إصدار عملته الرقمية المستقرة التابعة له عبر شركته تويتر إكس، وتحولها لأضخم شركة مدفوعات عالمية وسيطرته على معظم تداولات الأصول الرقمية.
وتضيف ووترز بأن هذا المشروع قد يكون مخيفا ويحمل في طياته مخاطر كبيرة على النظام العالمي الاقتصادي والمالي، وهذا ما دفعها لاستنفار بعض زملائها في الكونغرس لإعادة النظر في هذا المشروع الجديد.
فيما تقدم باتريك ماكهنري، كبير أعضاء اللجنة المالية وعضو في الحزب الجمهوري، ببعض التحفظات على المشروع الجديد، الذي يرى أنه سيمنح مارك زوكربيرغ مفاتيح السوق على مصراعيه، الذي تم اتهامه بتجاهل الكونغرس واختراق فيسبوك لخصوصية البيانات.
وتوقع العديد من المحللين والمؤثرين قيام إيلون ماسك بإصدار عملة رقمية أو ربط تويتر بعملة الدوجكوين أو غيرها من العملات الرقمية، ولكن إلى الآن لم يعلن ماسك عن خططه لإصدار عملته الرقمية الأولى، رغم اهتمامه الكبير والمتزايد بسوق الأصول الرقمية، كونه واحدا من أغنى الأشخاص في العالم.
ولكن في حال قام إيلون ماسك بإطلاق عملته الرقمية الخاصة به بالفعل، فإنها ستغزو العالم بشكل كبير خلال مدة وجيزة، كونه يدير تويتر حاليا والتي يمكنه أن يستغلها هي وشركاته مثل تيسلا في الترويج والتسويق لعملته الرقمية، وبالتالي توجه العديد من الشركات ومنصات العملات الرقمية إلى تبني عملته وإدراجها في تداولاتهم الرسميةـ لتصبح بالتالي العملة المسيطرة على مدفوعات السوق العالمية.