في مشهد إنساني ونادر وقمة في الروحانية، قام غانم المفتاح هذا الشاب القطري من ذوي الإعاقة الجسدية بالطواف على يديه حول الكعبة الشريفة رافضا الطواف بالكرسي المتحرك.
ويقول غانم المفتاح أنه قد شعر بأن جسده مكتمل بطوافه حول الكعبة الشريفة في مدينة رسول الله، وقد أحس نفسه أنه أطول الطائفين رغم قصر جسده، وشعر بالأمان بين يدي الله ورسوله ولم يخف من أن يقوم أحد بدعسه لأنه كان في حماية رب العالمين.
غانم المفتاح يطوف حول الكعبة على يديه فقط
لقد دعا الله بكل جوارحه، دعا ربه وشكره على نعمة الإسلام وأنه عوضه بيديه اللتين شرفتاه بالمرور على الأرض الطاهرة والشريفة التي خطى عليها الرسول من قبل.
وقال غانم المفتاح في مقطع فيديو شاركه عبر تويتر لوصف تجربة الطواف حول الكعبة بعد أن استحى من الله عز وجل أن يطوف بالكرسي وهو يملك يدين قويتين:
أكيد لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولكن استحيت من ربي أطوف على كرسي و الله منعم عليي بقوة يدي. تدرون… أجمل وأروع شعور لما لامس كفي أرض الحرم الطاهرة، قشعر كل جسمي، كأنو كهربا دخلت بيه، وقوة سرت بعروقي، كنت قريب من أرضه وروحي في السماء، شعور جميل ما اقدر اوصفه، حسيت نفسي أطول الطوافين قامة مع صغر جسمي، حسيت جسمي كمل، فقدت احساسي بالبشر وما كنت أشوف حد، كأني أطوف حول الكعبة بنفسي، كنت مطمئن… ما كنت خايف حد يدعسني، كنت في حماية رب العالمين، وثم بحماية أمن الحرم يلي ما قصروا معاي.
ماذا قال غانم المفتاح لله تعالى؟
أما عن كلامه مع ربه، فقال غانم المفتاح كلمات غاية في الإيمان واليقين بقدرة الله ونعمه وحبه لعباده، في إشارة منه لأنه عوضه عن النقص في جسده بيدين قويتين أعنانه بهما على الاستمرار في حياته والوصول إلى ما لم يكن يطمح فيه من في مكانه.
دعيت بقلبي وعقلي ولساني وكل جوارحي، دعيت ربي وشكرته وحدمته على نعمة وقوة يدي يلي لمست أرضه الطاهرة، وكل النعم الظاهرة والباطنة يلي أنعمها عليي.
ما كانت أدعية مرتبة ومجهزة، كان كلام من القلب مباشرة لرب حبيب قريب مجيب الدعاء، أتمنى قدرت وصلتلكم سبب طوافي بيدي وسلامتكم.
نرى في كلمات غانم إيمانا وتصديقا وتسليما كاملا ومطلقا بقضاء الله وقدرته وحكمته، وكم هو بخير وسلام طالما هو بجانب الله، فما بالنا نحن اليوم يا من أنعم علينا الله بنعمة الجسد وأطرافه والعقل والحواس وغيرها، ما بالنا لا نتعظ ونفعل ما فرض الله علينا من فرائض، لو أننا نمتلك ربع إيمان هذا الفتى الشاب، لكانت أمتنا بألف خير.
ردود أفعال من مواقع التواصل حول طواف غانم المفتاح حول الكعبة على يديه
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي هذه القصة الملهمة بشكل واسع، وتفاعل المستخدمون معها بردود فعل إيجابية وداعمة. حيث عبّر “عادل العسيري ابوحاتم” على تويتر قائلاً: “الله يبارك فيك وفي اللي رباك وتقبل الله عمرتك، والله إني أنا اللي استحيت عندي قدمين ومقصر”.
كما أكد “سالم الشمري” في تغريدة أخرى قائلاً: “رفع الله درجاته وأعلى منزلته.. وقد استحى من الله وهو يعمل عملاً يقربه إلى ربه… أين نحن وكلنا نملك كل حواس ولم نستحي من الله بانتهاك المعاصي”.
وعبّرت “هدى البلوى” عن إعجابها وتأثرها بالقصة قائلة: “ما شفت سنابه وهو يعتمر أثر فيني كثير، قد إيش أحنا مقصرين”.
من جانبه، شارك “بيرو” تجربته الشخصية قائلاً: “الله يكتب أجرك الأجر بقدر المشفة، افتكر قبل 6 شهور جاتني إصابة في رجلي واصريت أكمل عمرتي مشي، خلصت طواف بس في نص السعي اتنفخت رجولي وبابا رفض اكملها مشي لأول مرة استخدمت عربية، استحيت من الله وقتها”.
وأخيرًا، أثنى “رائد الشامي” على الشاب قائلاً: “هذا الولد خفيف عالقلب طيب الطباع، ربنا يحفظه ويبارك فيه”.
تعكس هذه القصة الرائعة مدى الإصرار والعزيمة التي يمكن أن تجعل الإنسان يتغلب على أي تحدي، حتى وإن كانت لديه إعاقة، وتذكرنا بأهمية التواضع والاستحياء من الله في جميع أوقات حياتنا، لنستحضر الله في كل أوقاتنا ولنقبل عليه بقلب تائب محب يستجدي عطفه ورحمته ولطفه، فهو الكريم وهو الحبيب.
