صرح دان بيركوفيتز، المستشار العام للجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية SEC، أنه قرر الاستقالة من منصبه في 31 يناير من العام القادم، وفق ما ذكرته التقارير الواردة من الصحيفة المحلية واشنطن إكزامينر.
ويضيف أنه قد حان الوقت الآن للبحث عن فرص وتحديات جديدة، بعد مضي أكثر من 34 عام على خدمته في المؤسسات الحكومية. يذكر أن بيركوفيتز قد عمل سابقا كمفوض للجنة تداول السلع الآجلة CFTC.
ويأتي إعلان الاستقالة هذا، في ذات اليوم الذي أعلن فيه عن خروج بانكمان فريد مؤسس FTX من السجن، وبكفالة قدرت بـ250 مليون دولار.
تحدث بيركوفيتز عن وجود علاقة طيبة مع بانكمان فريد، إذ سبق له وقد تناول العشاء جنبا إلى جنب مع فريد، وبوجود راين ميلر المستشار العام لشركة FTX، وربريت هاريسون رئيس مجلس إدارة FTX، وكان هذا اللقاء قد حصل في أحد المطاعم الفاخرة في شهر أكتوبر من العام الفائت 2021.
وما أكّد على استقالة المستشار العام، هي رسائل البريد الالكتروني التي تتبعتها هيئة حماية ثقة الجمهور، إذ ذكر مايكل تشامبرلين المسؤول عن إدارة هيئة الحماية، أن تصور مشهد الاستقالة هذا صعب، لكن للأسف يوجد من يحاول الاصطياد بالماء العكر، وتسييس الحقائق ونشر الشائعات، للعبث باستقرار مجتمع المال والأعمال والعملات الرقمية.
ويضيف تشامبرلين أن بانكمان وعصابته كانوا يسعون للتقرب من أحد المسؤولين في الهيئات الناظمة على سوق العملات الرقمية، بهدف التلاعب بالقوانين واللوائح التشريعية لصالح هذه العصابة، إذ حدث ذلك قبل انهيار شركة FTX وبدء توجيه التهم إليها بوقت قريب.
وتحدث أيضا توم إيمر، سناتور من الجمهوريين الأمريكيين، عن وجود عدة اجتماعات حدثت بين لجنة الأوراق المالية والبورصات ولجنة التجارة الفيدرالية، اللتان سعيتا لوضع إطار تنظيمي جديد يصب في مصلحة FTX.
كان أحد أهم هذه اللقاءات قبل ثمانية أشهر من انهيار المنصة، والتي جمعت بين غاري جينسلر وبانكمان فريد، واللذان ناقشا مشروع القانون الجديد الذي سيعيد تنظيم سوق العملات الرقمية، والتي تشرف عليها هيئة الأوراق المالية والبورصات، مع محاولة تعديلهما للقانون فيما يصب بصالح FTX ويعطيها الأسبقية والأفضلية بين جميع المنافسين في السوق.
وتعقيبا على ذلك، أشار السناتور توم إيمر إلى غاري جينسلر رئيس لجنة SEC في تغريدة، إلى أن هذا الأسلوب الرخيص الذي تحاول به استغلال FTX تطبيقها للقانون الجديد في أمور غير قانونية، هو ليس من إطار عمل اللجنة، مع تأكيده على أن هذه الاجتماعات السرية مع أشخاص غير جيدين، لا يمثل مبادئ اللجنة والتزامها بالقانون، وهو أمر غير مقبول قطعا.
لم يكتف تشامبرلين بما تحدث به سابقا، بل أضاف أنه يجب المضي في هذا الموضوع إلى نهايته وصولا لمحاسبة جميع المسؤولين والمنظمين من الجهات القانونية، والذين ساهموا في مساعدة شركة FTX بقيادة بانكمان وعصابته، والذين افتعلوا الكثير من المشاكل في الوسط، وأدت لخسائر وانهيارات كبيرة في عموم سوق العملات الرقمية العالمية.
تجدر الإشارة إلى قيام ريتشي توريس، أحد النواب الديمقراطيين، بإلقاء اللوم على غاري جينسلر بانهيار FTX، الذي صرح في وقت سابق من شهر ديسمبر الحالي، أن جينسلر فشل في عمله كمُنظّم لسوق العملات الرقمية، ولا يترتب عليه سوى لوم نفسه هو فقط الذي ارتبط فشله بفشل FTX.