أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن اكتشاف رأس تمثال رمسيس الثاني، أحد أعظم ملوك مصر القديمة، بعد أن ظل مخفيا لمدة 94 عاما في موقع أثري بالقاهرة.
رمسيس الثاني هو الملك الثالث من الأسرة التاسعة عشرة، وحكم مصر لمدة 66 عاما، من عام 1279 قبل الميلاد إلى عام 1213 قبل الميلاد. يعتبر رمسيس الثاني من أشهر وأعظم فراعنة مصر، وقد شيد العديد من المعابد والمقابر والتماثيل الضخمة لنفسه وللآلهة. كما قاد مصر في حروب ضد الهيتيين والليبيين والنوبيين، وأبرم أول معاهدة سلام مكتوبة في التاريخ مع الملك الهيتي حتوسيلي الثالث.
رأس تمثال رمسيس الثاني الذي تم اكتشافه مؤخرا هو جزء من تمثال ضخم من الجرانيت الوردي، يبلغ ارتفاعه نحو 12 مترا، ويزن نحو 120 طنا. يعود تاريخ هذا التمثال إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وكان يقف في معبد رمسيس الثاني في منطقة ميت رهينة بالقاهرة، وهي موقع أثري ضخم يضم آثار عدة عواصم مصرية قديمة.
تم اكتشاف رأس رمسيس الثاني بالصدفة، عندما كان فريق من العاملين في مشروع تطوير منطقة ميت رهينة يقومون بأعمال حفر وتنظيف في الموقع. وفقا لبيان صادر عن وزارة السياحة والآثار المصرية، فإن العاملين لاحظوا وجود شيء غريب تحت الأرض، وبعد التحقيق، تبين أنه رأس تمثال رمسيس الثاني.
هذا الاكتشاف يعد مفاجأة كبيرة، لأن رأس رمسيس الثاني كان قد اختفى منذ عام 1930، عندما تم نقله من موقعه الأصلي إلى مكان آخر لحمايته من العوامل الجوية والتلف. ومنذ ذلك الحين، لم يعرف أحد مكانه بالضبط، وظل مفقودا لمدة 94 عاما.
اكتشاف رأس رمسيس الثاني يعد حدثا تاريخيا وثقافيا هاما، لأنه يكشف عن جزء من تراث مصر العريق ويعيد إلى الأذهان شخصية رمسيس الثاني وإنجازاته العظيمة. كما أنه يمثل فرصة لدراسة وترميم وعرض هذا التمثال الفريد، الذي يعد من أكبر وأثقل التماثيل المصرية القديمة.
وزير السياحة والآثار المصري، الدكتور خالد العناني، قال في بيان له: “إن هذا الاكتشاف يؤكد أن مصر لا تزال تخفي مفاجآت كثيرة، وأن مشروع تطوير منطقة ميت رهينة سيكشف عن المزيد من الكنوز الأثرية في المستقبل”. وأضاف أنه سيتم نقل رأس رمسيس الثاني إلى المتحف المصري الكبير، الذي من المقرر افتتاحه في عام 2025، وسيكون من أبرز معالمه ومقتنياته.