أعلن فريق من العلماء الروس بالتعاون مع زملاء دوليين عن اكتشاف مادة كيميائية جديدة، تعتبر ثورة في عالم التحاليل الطبية، حيث تتيح إمكانية فحص عينات البول بسرعة أكبر ودقة أعلى لتحديد اختلال توازن الأحماض الأمينية. ويُعتبر هذا البحث مشوقاً للغاية كونه يفتح آفاقاً واسعة لتشخيص ومراقبة مجموعة من الأمراض، بما في ذلك الأورام السرطانية.
ويتميز هذا المُركب الجديد بأسلوبه الفريد الذي يُمكن من إجراء اختبارات لجميع الأحماض الأمينية في خطوة واحدة، مما يجعل هذا الأسلوب أقل تكلفة بسبع مرات مقارنة بالطرق التقليدية المستخدمة حالياً، وأكثر دقة بخمسين مرة. ومن المتوقع أن يتم تطبيق هذا المنهج في المراكز الطبية الحيوية والمختبرات القريبة، وفقاً للباحثين المشاركين في هذه الدراسة.
ووفقاً للنتائج التي تم نشرها في مجلة Journal of Chromatography Open، تعاون باحثون من جامعة كوبان الحكومية مع زملاء من جامعة موسكو الحكومية وشركة CanAm Bioresearch الكندية وجامعة ووهان للتكنولوجيا الصينية، بالإضافة إلى شركة «ألغيميد تكنولوجي» البيلاروسية لتطوير هذه الطريقة الجديدة لفحص البول.
وتمكن العلماء من إيجاد مركب كيميائي يُعرف بالفثاليلغليسيليكلوريد، والذي يمتاز بقدرته على الارتباط بعدد من الأحماض الأمينية والكاتيكولامينات، مما يُسهل التحليل ويُزيد من دقته. وخلال التجارب، تم استخدام عينات بول من 20 شخصاً وكانت النتائج مبهرة، حيث أظهر المركب الجديد حساسية أكبر ب50 مرة مقارنة بالمركبات الأخرى المستخدمة سابقاً.
كما أشار الباحثون إلى أن المركبات الناتجة تحتفظ باستقرارها لفترة تصل إلى 48 ساعة، مما يمنح مختبرات التحليل وقتاً كافياً لتفسير النتائج بدقة. ومن المقرر أن يتم استخدام هذا الأسلوب مستقبلاً في تحديد الأحماض الأمينية والamines في الدم، مما يُساعد في الكشف عن الأمراض الوراثية لدى حديثي الولادة.
وفي تصريح للصحفيين، قال الدكتور أزامات تيمرداشيف، قائد المشروع، إنهم يهدفون إلى توسيع المنهجية والكشف عن وسائل جديدة لتحليل الهرمونات الستيرويدية، مما يساهم في تعزيز فعالية التحاليل الطبية بشكل عام.