## اكتشاف مذهل: تلسكوب «ويب» يكشف عن غاز يخفي ضوء النجوم في مجرة غريبة
تمكن علماء الفلك من رصد مجرة جديدة تُعرف باسم GS-NDG-9422، التي تشكلت بعد نحو مليار سنة من الانفجار العظيم، وتحمل إشارات ضوئية غريبة لم يتم التعرف عليها من قبل، مما يشير إلى أن غاز هذه المجرة يضيء بسطوع أكبر من ضوء نجومها.
ووفقاً للباحثين، فإن هذا الاكتشاف يمثل “ظاهرة جديدة تماماً” تحمل دلالات كبيرة، إذ قد تكون هذه الظاهرة الحلقة المفقودة في تطور المجرات بين النجوم الأولى في الكون والمجرات المعروفة التي نشاهدها اليوم. وقد تم الإعلان عن هذه النتائج في دراسة نُشرت في مجلة «نوتيس الشهرية للجمعية الفلكية الملكية».
صرح الدكتور أليكس كيمرون، الباحث الرئيسي من جامعة أكسفورد، قائلاً: “كانت تفكيري الأول عند النظر إلى طيف المجرة هو: “هذا غريب”. هذا هو الهدف من تلسكوب ويب، لاكتشاف ظواهر جديدة في الكون المبكر، والتي ستساعدنا على فهم كيفية بداية التاريخ الكوني”.
بعد رؤية البيانات الغريبة، قام كيمرون بالتواصل مع زميله، الدكتور هارلي كاتس، حيث نجحت فريقهما في التوصل إلى أن نماذج الحاسوب للغاز الكوني الساخن جداً الذي تصنعه النجوم الضخمة تتوافق بشكل وثيق مع ملاحظات تلسكوب ويب.
وأضاف كاتس: “يبدو أن هذه النجوم يجب أن تكون أكثر حرارة وكتلة مما نشاهده في الكون المحلّي، وهو ما يتماشى مع طبيعة الكون المبكر”.
تشير التحليلات إلى أن النجوم في المجرة GS-NDG-9422 تتجاوز درجة حرارتها 80,000 درجة مئوية، مقارنةً بــ40,000 إلى 50,000 درجة مئوية التي تعتبر عادية في الكون المحلّي.
يفترض العلماء أن المجرة تمر بمرحلة قصيرة من تكوين نجوم كثيف داخل سحابة غازية تم توليد عدد كبير من النجوم الضخمة الحارة. وتُعد الإضاءة القوية لهذه السحابة نتيجة لوفرة الفوتونات القادمة من النجوم.
ما يثير الدهشة هو أن الغاز الذي يخفي الضوء عن النجوم يُعتقد أنه مرتبط بظاهرة تتعلق بالجيل الأول من النجوم التي يصنفها الفلكيون على أنها نجوم من فئة III، رغم أن البيانات تشير إلى عدم وجود هذه النجوم في المجرة.
وفي ختام هذا الاكتشاف، أشار كاتس إلى أن النجوم الغريبة في هذه المجرة قد تكون مفتاحاً لفهم كيفية انتقال المجرات من النجوم الأولية إلى أنواع المجرات التي نعرفها اليوم.
