ترندينغ

اكتشاف نوع جديد من الخلايا العصبية الهجينة في الدماغ يثير الدهشة

في إطار الأبحاث العلمية والتقدم المتسارع في مجال علوم الأعصاب، اكتشفت فرقة دولية من العلماء نوعا جديدا من الخلايا في الدماغ، لم يكن معروفا من قبل. هذه الخلايا تندرج بين الخلايا العصبية والخلايا النجمية (الأستروسيتات) وتتميز بسمات تجمع بين الاثنتين، مما يعني أنها قد تلعب دورا فعّالا في الوظائف العصبية وتأثيرها على الأنسجة العصبية المحيطة.

الأستروسيتات هي الخلايا في الدماغ التي تغطي القنوات العصبية بشكل يشبه الغراء. لفترة طويلة اعتُبر أنها غير نشطة تمامًا وأن وظيفتها الرئيسية هي حماية الخلايا العصبية. ولكن فيما بعد، تبين أن الأستروسيتات تلعب دورا في تنشيط الخلايا العصبية من خلال إطلاق مادة الجلوتامات – العامل العصبي الرئيسي في الدماغ.

خلال البحث الجديد، قام علماء من المملكة المتحدة وأوروبا بالكشف عن “خلايا هجينة” غير معروفة سابقًا في دماغ الفئران. اكتشفوا تسع تجمعات من الأستروسيتات في منطقة الهيبوكامبوس وركزوا على إحداها بشكل خاص. كانت هذه الخلية موجودة بشكل منفصل وتمتلك آليات جزيئية خاصة بها.

وأظهرت المراقبات اللاحقة أن هذه الخلايا تفرز مادة الجلوتامات في مناطق دقيقة تشبه السينابس، وهي الأماكن التي يتم فيها اتصال نيورونين اثنين.

وقال علماء علم الأعصاب: “هذه الخلايا هي التي تعدل نشاط الخلايا العصبية وتسيطر أيضًا على مستوى التواصل واستثارة الخلايا العصبية”.

وبعد تدمير الخلايا الهجينة لدى الفئران، ظهرت مشاكل في الذاكرة. وفي المستقبل، يعتزم العلماء دراسة دور الأستروسيتات الجلوتامينية (هذا الاسم الجديد الذي أطلقوه على هذه الخلايا) في تطور أمراض مثل مرض الزهايمر وأنواع أخرى من الخرف، حسب ما نقلته مجلة “Nature”.

ما هي الخلايا العصبية؟

الخلايا العصبية هي الوحدات الأساسية للجهاز العصبي في جسم الإنسان والكائنات الحية الأخرى. تعمل هذه الخلايا على نقل المعلومات والإشارات العصبية داخل الجهاز العصبي لتمكين وظائف الجسم المختلفة. تتميز الخلايا العصبية ببنيتها ووظائفها الفريدة، وتشكل شبكات معقدة تسمح بالتفاعل والتواصل بينها.

تتكون الخلايا العصبية من جسم خلوي (السومة) وأطراف تعرف بالألياف العصبية. هناك نوعان رئيسيان من الخلايا العصبية:

  1. الخلايا العصبية الحسية: تلعب دورًا في استقبال المعلومات من البيئة الخارجية أو الجسم نفسه، مثل الخلايا العصبية في الجلد والأعصاب الحسية في العيون والأذنين. تقوم هذه الخلايا بتحويل الإشارات المحيطية إلى إشارات عصبية ترسل إلى الدماغ لمعالجتها وفهمها.
  2. الخلايا العصبية الحركية: تكون مسؤولة عن إرسال الإشارات العصبية لتحفيز العضلات والأعضاء للقيام بحركات وأنشطة محددة. على سبيل المثال، تساهم هذه الخلايا في تنفيذ حركات الجسم مثل المشي والكتابة والتحدث.

تتفاعل هذه الخلايا العصبية مع بعضها البعض وتشكل دوائر ومسارات عصبية معقدة تساهم في التحكم في الحركة والإحساس والتفكير والمزيد. إن فهم وظيفة الخلايا العصبية أمر أساسي لفهم كيفية عمل الجهاز العصبي والتفاعل بين مختلف أجزائه لضمان وظائف الجسم السليمة.