لم تلتقط سوق العملات الرقمية أنفاسها بعد، لتعود البيتكوين للانهيار من جديد خلال اليومين الماضين، وتنخفض إلى مستوى 25 ألف دولار فقط، لتصبح البيتكوين الشغل الشاغل لجميع المحللين والمستثمرين.
حول سبب الانخفاض الكبير والمفاجئ، يشير جيمس باترفيل، رئيس قسم الأبحاث في منصة CoinShares، إلى عدة أسباب محتملة تسببت بانهيار البيتكوين إلى هذا المستوى المنخفض.
يربط باترفيل تحليلاته بالصفقات الكبيرة التي أجرتها شركة SpaceX، فقد غرد على تويتر حول أسباب الانهيار انطلاقا من توقعات السوق بعد إجراءات هيئة الأوراق المالية الأخيرة المتعلقة بموافقاتها على إطلاق صناديق التداول الفوري للبيتكوين أو عدمها.
وكانت هيئة الأوراق المالية SEC قد أصدرت بيانا أشارت فيه إلى أنها ستؤجل قرار البت في صناديق ETF حتى العام ، وهذا التأخير الكبير دفع المستثمرين في السوق إلى الاستياء وتسبب في تخبط كبير لسوق العملات الرقمية.
أشار المسؤول البارز في شركة CoinShares، إلى أن الاقتصاد العالمي وتحركاته الأخيرة كانت من أهم العوامل التي لعبت دورا في انخفاض سعر البيتكوين، إلى جانب التخوف من تفاقم حالة الانكماش الاقتصادي في الصين، فهي تلعب دورا بارزا في عجلة النمو الاستثماري العالمي وتؤثر على الأسواق العالمية والعملات الرقمية باعتبارها ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم بعد أمريكا.
يضيف باترفيل، إلى أن حجم تداول البيتكوين قد انخفض بشكل كبير، فاليوم يسجل حجم تداول بحدود مليار دولار فقط، بينما كان يسجل منذ أوائل العام 2023 حركة تداول تجاوزت 11 دولار في المتوسط اليومي، وهذا يشير إلى أن تحركات البيتكوين أصبحت أكثر حساسية من ذي قبل.
كما يشير باترفيل إلى أن البيتكوين أظهرت أدنى تقلباتها على المستوى التاريخي خلال الـ 30 يوما الأخيرة، وفق البيانات التي أظهرتها البيتكوين بالمقارنة مع التقلبات الكبيرة في السعر التي كانت تظهرها قبل ذلك.
لعل أكثر ما تم تداوله في حديث الصحافة، هو البيانات التي تم تقديمها حول شركة SpaceX وقيامها ببيع كمية كبيرة من البيتكوين تجاوزت قيمتها 370 مليون دولار أمريكي، وهذا ما اعتبره باترفيل أحد العوامل المساهمة في انهيار البيتكوين.
وأوضح باترفيل خلال تغريدته أيضا، أن معدلات التضخم العالمي قد وصلت إلى أعلى مستوياتها، وكانت البيتكوين الأصل الأكثر تصريفا على مدار السنين الماضية، ولذلك فإنه من المحتمل وجود انهيار وشيك سيشمل عددا كبيرا من العملات الرقمية.
ورغم كل ما تم التقدم به، لا يمكن الجزم حول السبب الحقيقي والأكثر تأثيرا على سعر البيتكوين، فهي تتأثر بالحالة التنظيمية لسوق العملات الرقمية ومستويات النمو في الاقتصاد العالمي وحجم السيولة المتوفرة في السوق.
يشير تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، إلى أن البيتكوين قد شهدت عمليات تصفية كبيرة ليلة الأمس، بقيمة تجاوزت 386 مليون دولار أمريكي، وهذا ما سبب انخفاضا عاما في أسعار معظم العملات الرقمية..
وإذا قارنا مستوى مؤشر القوة النسبية للبيتكوين في الوقت الحالي مع قيمة المؤشر نفسه خلال انهيار FTX، سنجد أنها أقل بفارق جيد من ذلك الوقت المشؤوم، فهي تسجل الآن مستوى قوة 20.5 بالمقارنة مع مستوى 24.6 عقب انهيار FTX في نوفمبر 2022، وهذا يدل على أن انخفاض البيتكوين هو ردة فعل لحالة من الخوف والاضطراب ليس إلا.
وليس من الواضح بعد إذا كانت البيتكوين ستستمر في الانهيار أم لا، ولكن الأسباب السابقة مجتمعة كافية إلى أن تؤدي لانهيار أكبر من الانهيار الحالي في البيتكوين، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على قوة البيتكوين ومتانتها أمام تقلبات السوق وتخبطاته، ومرونة برمجتها في التعامل مع كل هذه المتغيرات مجتمعة.
ويذكر موقع النادي العربي إلى وجوب الحذر عند القيام بأي استثمارات في سوق العملات الرقمية، مع التأكيد على وجوب مراجعة الخبراء والحصول على الاستشارات من المختصين والقيام بمراجعة كافية لكافة بيانات مشروع العملة المراد الاستثمار به.