ماتزال قضية انهيار FTX تخلق المزيد من المشاكل في سوق العملات الرقمية، ويبدو أن شبحها لا يزال يخيم ظلاله على سوق العملات الرقمية، حيث قامت هيئة تنظيم العملات الرقمية في دبي VARA بتعليق الترخيص الذي يسمح لشركة FTX بممارسة أعمالها في السوق المحلية في الإمارات وتقديم الخدمة للمستخدمين هناك.
وكانت الهيئة قد أعلنت عن ذلك عبر موقعها الرسمي، التي ذكرت فيه أنها تلغي الموافقة على ترخيص بروتوكول الحد الأدنى من المنتجات القابلة للتطبيق MVP المدعوم من شركة FTX MENA. وأكدت هيئة VARA أنها قد قامت بتعليق هذه الخدمة بشكل كامل، متذرعة بإفلاس FTX وسلسلة الشركات المرتبطة بها من أمثال FTX Exchange وAlameda Research.
وأشارت الجهات التنظيمية أن شركة FTX MENA كانت ماتزال في مراحلها الأولى من التحضير للدخول إلى السوق، قبل أن يأتيها أمر التعليق الأخير. وفي توضيح للشركة نفسها، قالت أنها لم تحصل بعد على الموافقة المطلوبة لبدء العمل داخل السوق الإماراتية وخدمة المستخدمين هناك.
وأكملت الهيئة التنظيمية ردها على توضيح إجراء التعليق، قائلة بأن شركة FTX MENA لم تقم إلى الآن بتأمين حساب مصرفي محلي لها، الأمر الذي يعتبر شرطاً ضرورياً من أجل السماح لشركات خدمات العملات الرقمية البدء في تقديم خدماتهم ضمن السوق الإماراتية.
تضافر جهود الهيئات التنظيمية لحماية سوق العملات الإماراتية
وكانت قد وجهت الهيئة التنظيمية الإماراتية VARA طلباً إلى لجنة VASPs التي تتشارك معها في تنظيم السوق، جاء فيه بضرورة الحصول على معلومات صريحة بخصوص السوق وشركات خدمات العملات الرقمية، الأمر الذي من شأنه أن يسمح للجهات التنظيمية بتقييم حالة السوق المحلية، ومعرفة حجم حاجاته وقيمة العرض مقارنة بالطلب، ومدى الانتشار والفعالية التي يعيشها سوق العملات الرقمية في الإمارات.
شهدت السوق الإماراتية في وقت سابق من هذا العام، إعلان بانكمان فريد، الرئيس التنفيذي السابق لشركة FTX، بأن الشركة حصلت على أول ترخيص لها في السوق الإماراتية عبر سوق دبي في مارس 2022، ليليها منح شركة FTX الموافقة النهائية للعمل وفق إطار برنامج MPV في يوليو الفائت، من أجل البدء في تجهيزاتها ضمن السوق ومعرفة كامل متطلباته وتوفيرها له.
ونشأت الهيئة التنظيمية للسوق الإماراتية للعملات الرقمية VARA، عقب إصدار قانون جديد يخص سوق الكريبتو في دبي في 6 مارس الفائت، ليتم تكليف الهيئة بوضع المعايير المناسبة التي تنظم السوق والجهات المستثمرة، وفي نفس الوقت تؤمن حماية للمستفيدين وتضمن حقوق جميع الأطراف وتؤمن استقرار السوق.
يستمر بانكمان فريد في محاولاته عبثاً، لعله يستطيع إعادة شركته للحياة من جديد، الذي قرر الخروج عن صمته والحديث في مؤتمر ستنظمه صحيفة نيويورك تايمز لاحقاً. ولكن لم تكن ردة فعل مجتمع العملات الرقمية كما تمناه بانكمان، الذين كانوا قد استهجنوا بالفعل كلاً من بانكمان والجهات القانونية التي أبقت عليه حراً خارج قفص الزنزانة، حتى أن البعض بدأ يقارن بانكمان مع أليكسي بيرتسيف، المطور السابق لشبكة تورنادو كاش، والذي يعيش مصيره الحالي محتجزاً خلف القضبان.
