تكنولوجيا

التأمين الرقمي: تحديات وفرص في ظل رؤية المملكة 2030

يعيش العالم في عصر التحول الرقمي، الذي يتسم بالتطور المتسارع في مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات، والذي يفتح آفاقاً جديدة للابتكار والإبداع في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.

من بين هذه القطاعات، يبرز قطاع التأمين، الذي يلعب دوراً مهماً في توفير الحماية والأمان للأفراد والمؤسسات من المخاطر المحتملة.

إلا أن قطاع التأمين يواجه تحديات كبيرة في ظل المنافسة الشديدة والتغيرات المستمرة في احتياجات وتوقعات العملاء.

لذلك، فإن الرقمنة أصبحت ضرورة ملحة للشركات العاملة في هذا القطاع، لتحسين جودة خدماتها وزيادة كفاءتها وفعاليتها.

رؤية المملكة 2030: دافع للتطوير والتحول

تسعى المملكة العربية السعودية إلى تحقيق رؤيتها 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وزيادة قدرات التنافسية والابتكار في جميع المجالات.

وفي هذا الإطار، تولي المملكة اهتماماً كبيراً بتطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، باعتباره ركيزة أساسية لدعم عجلة التنمية والنهضة.

وقد حققت المملكة إنجازات ملحوظة في هذا المجال، حيث احتلت المركز الثاني بين دول مجموعة العشرين في تقرير التنافسية والتقدم الرقمي لعام 2021، والمركز الأول بين دول الخليج في تقرير التنافسية لعام 2022.

وانعكس هذا التطور على قطاع التأمين في المملكة، حيث شهد هذا القطاع تحولات جذرية في خدماته ومنتجاته، بفضل مبادرات وبرامج تنموية تستهدف تحسين جودة الحياة للمواطن والمقيم والزائر.

من بين هذه المبادرات، نجد مبادرة “نفيس”، التي أطلقها مجلس الضمان الصحي والمركز الوطني للمعلومات الصحية، لإنشاء منصة صحية موحدة تسهل تبادل المعلومات بين مقدمي ومستفيدي الخدمات الصحية والتأمينية.

كما نجد مبادرة الوساطة الإلكترونية لبيع منتجات التأمين، التي أطلقها البنك المركزي السعودي، لتمكين العملاء من شراء التأمين عبر الإنترنت بسهولة وسرعة.

التقنيات الناشئة: فرصة للابتكار والتميز

وفي ظل هذه التحولات، تظهر فرص جديدة للشركات العاملة في قطاع التأمين في المملكة، للاستفادة من التقنيات الناشئة والمتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والواقعين المعزز والافتراضي والبيانات الضخمة وشبكات الجيل الخامس.

هذه التقنيات تمكن الشركات من تحسين عملياتها وخدماتها، بما يحقق رضا العملاء وزيادة الانتشار التسويقي.

فعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تحديد القيمة التأمينية بشكل دقيق، وفقا للبيانات المتوفرة عن المخاطر المحتملة.

كما يمكن للواقع المعزز أو الافتراضي أن يساعد في توفير تجارب تفاعلية للعملاء، تزيد من ثقتهم وولائهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للبيانات الضخمة أن تساعد في تحليل سلوك العملاء وتفضيلاتهم، وتقديم عروض مخصصة لهم.

أخيرا، يمكن لشبكات الجيل الخامس أن تساعد في تسريع عملية المطالبات والدفع، بفضل سرعة نقل المعلومات.

وبالتالي، فإن قطاع التأمين في المملكة يواجه تحديات وفرص في ظل رؤية المملكة 2030، التي تدفع نحو التطور والابتكار في جميع المجالات.

ولا بد لشركات التأمين من مواكبة هذه التغيرات، والاستفادة من التقنيات الحديثة، لتحسين خدماتها وزيادة قدرتها التنافسية.