في ظل أزمة الطاقة التي تعصف بأوروبا، تسعى الجزائر إلى تعزيز دورها كمصدر رئيسي للغاز الطبيعي المسال، وتنويع شركائها الاقتصاديين في هذا المجال.
وترى في تركيا شريكا استراتيجيا يمكنها من الوصول إلى أسواق أوروبا الشرقية، التي تسعى إلى التخلص من اعتمادها على الغاز الروسي.
من المقرر أن يزور الرئيس التركي طيب رجب أردوغان الجزائر في أكتوبر المقبل، في زيارة تهدف إلى دعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين في مجالات مختلفة.
ومن بين الملفات التي ستطرح على طاولة المباحثات، يبرز ملف التعاون في قطاع الطاقة، وخاصة في مجال تصدير الغاز.
وأكدت مصادر مطّلعة لمنصة الطاقة أن هذه الزيارة ستشهد توقيع اتفاقات جديدة بين وزارة الطاقة والمناجم وشركة سوناطراك من جانب، والحكومة والشركات التركية من جانب آخر، لتعزيز التعاون في مجالات التنقيب والإنتاج والتصدير.
تسعى الجزائر إلى تحويل تركيا إلى بوابة لتصدير شحناتها من الغاز المسال نحو بلدان شرق أوروبا، مثل رومانيا وبلغاريا والبلقان. وتستفيد من الموقع الجغرافي الممتاز لتركيا على سواحل المتوسط، ومن التقارب السياسي بين البلدين.
وتأمل الجزائر في استغلال فرصة نقص إمدادات الغاز في أوروبا، بسبب خلافات بين روسيا وأوكرانيا حول نقل الغاز عبر أنابيبهم. وتعتبر أن هذه المشكلة ستدفع دول أوروبية شرقية إلى التطلع إلى مصادر بديلة للغاز، خصوصا من دول شمال إفريقيا.
إلى جانب دورها كمحطة عبور، تعد تركيا أحد أهم المستوردين للغاز المسال من الجزائر. فهذه الأخيرة تحتل المركز الثانى بعد قطر في تزويد تركيا بهذا المورد.
وتبلغ حصة أنقرة من صادرات الغاز الجزائري المسال إلى أوروبا نحو 37%، وهي مرشحة للارتفاع في المرحلة المقبلة.
وتتفاوض الجزائر وتركيا على تمديد اتفاقية الغاز المسال التي من المنتظر أن ينتهي أجلها في عام 2024، وزيادة كميات الإمدادات نحو تركيا في ظل ارتفاع الطلب على الغاز.
وترتبط سوناطراك حاليا باتفاقية مع شريكها التركي بوتاش لتزويدها بكميات سنوية تُقدَّر بـ 5.4 مليار متر مكعب.
لتحقيق هذه الأهداف، تعمل الجزائر على تطوير قدراتها في مجال التصدير، من خلال الاستثمار في نشاطات التكرير وتوسيع الموانئ والنقل البحري للمحروقات. وتعدّ أول مصدر لهذا النوع من المواد في افريقيا.
وتنفذ سوناطراك مشروعات إعادة تأهيل وتحديث المعدّات بمواقع الإنتاج ومحطات الغاز الطبيعي المسال، والمواصلة في إنجاز مشروع حوض للتخزين، بالتوازي مع استكمال مشروع توسيع وبناء رصيف شحن جديد بميناء سكيكدة (493 كيلو مترا شرق الجزائر العاصمة)، لتحسين مرونة التصدير واستيعاب السفن ذات الحمولة الكبيرة وإمداد المناطق البعيدة.
وتملك سوناطراك خمس مصافٍ لتكرير النفط الخام، بقدرة معالجة تصل إلى 25 مليون طن (180 مليون برميل) سنويا، ومصفاة مكثفات بقدرة معالجة قدرها 5 ملايين طن (35.5 مليون برميل) سنويا.