كشفت لوائح الاتهام في وزارة العدل الأمريكية DOJ بتاريخ 16 مايو، عن هوية المتهم “ميخائيل بافلوفيتش ماتفيف” والذي يستخدم عدة أسماء مستعارة، مثل Wazawaka و m1x و Boriselcin و Uhodiransomwar، معلنة عن مكافأة قدرها 10 مليون دولار مقابل الحصول على معلومات عنه.
وقد ذكر البيان الصحفي الصادر عن وزارة العدل، أن هجوم ماتفيف، قد استهدف مجموعة واسعة من الضحايا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك وكالات إنفاذ القانون في واشنطن و نيوجيرسي بالإضافة إلى قطاع الرعاية الصحية وقطاعات أخرى.
والجدير بالذكر أنه تم تحديد برامج الفدية المستخدمة في هذه الهجمات، وهي (LockBit و Babuk و Hive)، والتي طالب “ماتفيف” من خلالها بدفع فدية قدرت بــ 400 مليون دولار، وفقاً للتقديرات، في حين أن الضحايا قد دفعوا إلى “ماتفيف” ما يقارب 200 مليون دولار من إجمالي تلك المبالغ المطلوبة.
أكد مساعد المدعي العام كينيث ستار، الأستاذ في القسم الجنائي بوزارة العدل، الطبيعة العالمية لعمليات “ماتفيف” قائلا:
“من موطنه روسيا، استخدم ماتفيف العديد من برامج الفدية لمهاجمة البنية التحتية الحيوية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المستشفيات والهيئات الحكومية وبعض الضحايا في القطاعات الأخرى.
تتطلب هذه الجرائم الدولية ردا منسقاً، ولن نتوانى بفرض عقوبات على من يرتكب تلك الهجمات الأكثر فظاعة في النظام البيئي للجرائم الإلكترونية”.
اكتسب “ماتفيف” سمعة سيئة في مجتمع الجرائم الإلكترونية بسبب سلوكه غير الأخلاقي، والجدير بالذكر أنه في عام 2022 أصدر ماتفيف عملات الاستغلال بشكل معلن، وسخر من الباحثين والصحفيين، فيما سيواجه عقوبة السجن لأكثر من 20 عام في حال ثبتت إدانته.
تجدر الإشارة إلى أن الكيانات الروسية قد تم ربطها بالعديد من الهجمات الإلكترونية التي طالت العملات الرقمية.
في عام 2022، إدعى مواطن روسي بأنه غير مذنب في غسل مدفوعات الفدية المتعلقة بالهجمات على البنية التحتية الأمريكية، في الوقت الذي استهدفت الجهات الخارجية شركة غاز أوكرانية.
إن بعض منفذي الهجمات كانوا مدفوعين بنوايا خبيثة محددة، إلا أنه لا يمكن أن يتم شمل جميع الأشخاص تحت نفس البند، ومن الأمثلة البارزة على ذلك، المهاجم الذي ادعى أنه “روبن هود”، والذي سرق أموالا من أجهزة إنفاذ القانون الروسية وتبرع بها لأوكرانيا.
على الرغم من بعض الأفعال، التي قد تصنف على أنها إيجابية، والتي يقومون بها، تبقى هويتهم مجهولة وهذا ما يدفع مجتمع العملات الرقمية للاهتمام بهذا الأمر بشكل مختلف.
مع استمرار وكالات إنفاذ القانون في مكافحة التهديدات الإلكترونية على مستوى العالم، تمثل التهم الموجهة إلى “ماتفيف” خطوة إلى الأمام في محاسبة المسؤولين عن زعزعة استقرار البنية التحتية الحيوية.
ويؤكد التعاون الدولي المطلوب للتصدي لهذه الجرائم، الجهد الجماعي اللازم لحماية المشهد الرقمي وحماية الكيانات الضعيفة من الآثار الضارة للهجمات الإلكترونية.