أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وجه بتنفيذ ضربات أمريكية على منشآت حيوية تابعة لإيران في سوريا كرد على سلسة الهجمات التي تعرضت لها القواعد الأمريكية في المنطقة.
وجاء في بيان لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، أن أمريكا نفذت بتاريخ 26 أكتوبر ضربات على منشأتين إيرانيتين في شرق سوريا، كانت قوات الحرس الثوري الإيرانية تستخدمها في أعمالها في المنطقة بالتعاون مع جماعاتها من المقاومة الإسلامية.
وعن الضربات التي أسماها وزير الدفاع بضربات الدفاع عن النفس، قال أوستن أنها كانت ضربات دقيقة وجاءت كرد مناسب على الهجمات المستمرة التي طالت القواعد الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، والتي يدعي أنها كانت غير ناجحة، فقد أدت لوفاة أحد المتعاقدين نتيجة أزمة قلبية، وإصابة 21 آخرين من أفراد القوات الأمريكية بجروح طفيفة وهم الآن على رأس عملهم كما في السابق.
وأشار وزير الدفاع في معرض حديثه إلى أن هجمات القوات الأمريكية في سوريا لا تندرج تحت التصعيد العسكري أو النية في ابتداع حرب جديدة، وإنما تنسجم مع رؤية الرئيس الأمريكية في الدفاع عن النفس وضمان سلامة الأمريكيين في المنطقة، مؤكدا أنهم لن يتسامحوا مع مثل هذه الهجمات وسيدافعون عن مصالحهم وأفرادهم كرد فعل طبيعي من الإدارة الأمريكية.
وفي ختام بيان أوستن، أشار وزير الدفاع الأمريكي إلى أنه وفي حال استمرار هجمات وكلاء إيران في المنطقة ضد القوات الأمريكية، فإن قيادة الجيش الأمريكي لن تتردد في زيادة التدابير لحماية شعبهم ومصالحهم، مؤكدا أن هذه الهجمات غير مقبولة ويجب أن تتوقف، لمنع الانخراط في حرب لا تحمد عقباها.
وعن علاقة هذه الضربات الأمريكية بالصراع الدائر في فلسطين، أشار وزير الدفاع إلى أنها ضربات منفصلة ولا صلة لها بالصراع بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، ولا تنخرط في مسار هذه الحرب أو تغير من العلاقات بين الأطراف المتصارعة والنهج الذي يسير فيه كل طرف على حدى.
تجدر الإشارة إلى أن القواعد الأمريكية بدأت تشهد هجمات متفرقة وممنهجة منذ 17 أكتوبر الجاري، فقد تبنت المقاومة الإسلامية في العراق استهداف العديد من القواعد الأمريكية في سوريا، وخاصة القواعد في منطقة الشدادي وشرق سوريا كقاعدة عين الأسد وقاعدة التنف وغيرها.
على عكس ما يدعيه وزير الدفاع الأمريكي، فإن العديد من المحللين والسياسيين يجزمون بأن استهداف القواعد الأمريكية يأتي في وقت تقوم فيه حكومة بايدن بتقديم الدعم للكيان الصهيوني الإرهابي الذي يهدد بإبادة غزة وتهجير الفلسطينيين، الأمر الذي دفع المقاومة الإسلامية إلى استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة كرد أولي على دعم أمريكا لطفلتها المدللة.
كما جاء رد المقاومة الإسلامية في وقت كانت قد شهدت فيه منطقة السخنة بريف حمص الشرقي، هجوما غير مسبوق من أفراد تنظيم داعش الإرهابي انطلاقا من قاعدة التنف في شرق سوريا، والتي استمرت لعشرات الساعات في المنقطة، أدت إلى استدعاء الجيش السوري إلى تعزيزات كبيرة في المنطقة لضبط السيطرة ودحر المهاجمين في النهاية إلى مكان انطلاقهم.
وما يثبت انخراط إسرائيل في الصراع بين أمريكا ومحور المقاومة في سوريا والعراق، هو استهدافها المطارات الدولية في كل من حلب ودمشق عدة مرات خلال أيام قليلة، وخروجها عن الخدمة بسبب الدمار الكبير الذي شهدته، إلى جانب أنها قامت قبل يومين باستهداف نقطة عسكرية للجيش السوري في درعا متسببة باستشهاد وجرح العديد من عناصره في تلك النقطة.
ومن الأرجح أن يتوسع الصراع في المنطقة خصوصا مع تزايد التصعيد في غزة واقتراب عملية الاجتياح البري لقطاع غزة التي يهدد بها الكيان الصهيوني الإرهابي، الأمر الذي سيدفع فصائل المقاومة الإسلامية في العراق ولبنان وسوريا أيضا للانخراط في هذه المعركة وزيادة استهداف القوات الأمريكية وقواعدهم في المنطقة بدعم من إيران ومحور المقاومة.
رغم عدم خروج أي تصريحات بعد من الجانب الإيراني عن الهجمات الأمريكية الأخيرة، إلا أنها حذرت سابقا من التصعيد وهددت إسرائيل بالتدخل في حل عدم توقف هجماتها، وفي حال حدوث هذا السيناريو فبالتأكيد لن تقف أمريكا مكتوفة الأيدي وستقوم بالرد بشكل غير مسبوق وزيادة غاراتها على منطقة الشرق الأوسط مستهدفة مراكز حساسة للمقاومة والحرس الثوري الإيراني، معلنة نشوب حرب بين قوتين نوويتين لا يستهان بهما.
زورونا يوميا للاستفادة من المحتوى المتنوع والمثير الذي نقدمه لكم، كما يمكنكم متابعة حساباتنا عبر تيليغرام وعبر تويتر أيضا.