أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتقال جميع منفذي هجوم موسكو الذي استهدف مجمع كروكوس التجاري والبالغ عددهم 4 مسلحين، بعد محاولتهم الهرب إلى أوكرانيا ومغادرة روسيا.
وفي بيان للرئيس الروسي أعلن أن يوم 23 مارس هو يوم حداد وطني على ضحايا الهجوم الإرهابي في روسيا، وأكد أنه ستتم معاقبة كل من يقف وراء هذا الهجوم سواء في التخطيط أو التنفيذ.
وكشف بوتين أنه تم اعتقال 7 أشخاص آخرين يُقال أن لهم علاقة بالهجوم وساهموا في تقديم المساعدة للمسلحين الأربعة الذين نفذوا الهجوم على مجمع كروكوس وتسببوا بتلك المجزرة البشعة.
وحول آخر مستجدات هذه الفاجعة، أكدت لجنة التحقيقات المحلية في روسيا، أن عدد قتلى الهجوم قد ارتفع إلى 133 شخصا، وأكثر من 100 مصاب في حصيلة ما تزال أولية وقابلة للازدياد بسبب حالة بعض المصابين الخطرة في المستشفيات.
فيما أكد الرئيس الروسي أنه سيتم بتعويض جميع المتضررين من هذه الجريمة الشنيعة التي قام فيها المهاجمون بإطلاق النار بدم بارد على المدنيين من نساء وأطفال دون أي شفقة.
أعلن عمدة مدينة موسكو عن إلغاء جميع التجمعات خلال عطلة نهاية الأسبوع عقب أحداث يوم الجمعة، فيما أدانت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، هذا الهجوم ودعت دول العالم إلى إدانة هذا الهجوم.
كما طالبت ماريا زاخاروفا الولايات المتحدة الأمريكية بأن تقدم كل ما تملكه من بيانات حول الهجوم الإرهابي في كروكوس ونقلها إلى روسيا ذلك في حال كانت تملك بيانات بالفعل.
وشاركت في عمليات إطفاء حرائق المجمع التجاري في العاصمة موسكو في روسيا مروحية للقوات الخاصة الروسية، فيما تمكنت وحدات القوات الخاصة في الجيش الروسي من اقتحام المجمع وملاحقة 4 من المسلحين الذين هاجموا المجمع والقبض عليهم.
وتمكنت وحدات الطوارئ من إخراج 100 شخص من الدرجة السفلية للمجمع التجاري كانوا ضمن أحد قاعات المجمع، قبل أن ينهار سقف المجمع بالكامل نتيجة الاشتباكات الجارية في المجمع.
أعلن نائب رئيس مجلس الدوما الروسي، ديميتري ميدفيدف، أن روسيا ستقوم بتصفية المسؤولين والقيادة السياسية في أوكرانيا إذا تبين أن لها صلة بالهجوم المسلح على كروكوس في العاصمة الروسية موسكو.
وقال ديميتري ميدفيدف أنه في حال كان نظام كييف، العاصمة الأوكرانية، هو من يقف وراء هجوم كروكوس الدموي، فإن الحل الوحيد والمتاح أمام القيادة الروسية هو ملاحقة الشخصيات القيادية في كييف وتصفيتهم هم وعائلاتهم.
وأكد ديميتري ميدفيدف أن المحاكم لا يمكن أن تحل هذه المسألة على الإطلاق، والانتقام فقط هو الحل الوحيد للثأر لضحايا هذه المجزرة، ذلك في حال معرفة من يقف خلف هذا الهجوم الإرهابي.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد أوعز إلى القيادة السياسية والعسكرية والأمنية في روسيا، بما يلزم من إجراءات وأعطى التعليمات اللازمة لكل ما يتعلق بهجوم كروكوس في موسكو.
وقامت العديد دمن الدول العربية والأجنبية بتعزية روسيا شعبا وحكومة وإدانة هذه الأعمال الإرهابية الجبانة، بما فيها إيران وتركيا وسوريا والجزائر والصين وفرنسا وأمريكا ولبنان وحركة حماس وحلف الناتو والأمم المتحدة وغيرهم.
وحول هوية منفذي الهجوم، فإلى الآن المعلومات متضاربة ولم يتم تحديد هوية المنفذين الحقيقية، فقد تبنى تنظيم داعش الهجوم على موسكو، بينما يتوقع الكثيرون أن أوكرانيا هي من تقف خلف الهجوم، في وقت نفت فيه الخارجية الأوكرانية علاقتها بهذه الفاجعة.
والمثير للجدل أكثر، أن أمريكا وقبل أسبوعين قامت بتحذير رعاياها من التواجد في التجمعات في موسكو سواء كانت سياحية أم تجارية أم غيرها من أماكن التجمعات الشعبية، في إشارة منها إلى توقعها حدوث هجوم أو امتلاكها معلومات عن وقوع حدث أمني في موسكو.
والجدير بالذكر أن هذا الهجوم تزامن مع الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن عقب تبنيه قرارا أمريكيا بوقف إطلاق النار في غزة، والذي رأت أمريكا فيه تنافيا مع مصالحها وخططها للمنطقة، ما دفع البعض لقول أن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية خططت لهذا الهجوم وأوعزت بتنفيذه.
وفي حال كانت هوية المنفذين هم تنظيم داعش الإرهابي، فلا يمكن أن ننسى أن منشئ هذا التنظيم هي أمريكا، والراعي والداعم له كانت شركات أمريكية ومسؤولين وضباط غربيين من أمريكا وأوروبا، مع دعم استخباراتي ولوجيستي من الموساد الإسرائيلي.
أما الرواية الأكثر غرابة والتي خرج بها المسؤولون في أوكرانيا، فهي أن مفتعل هذا الهجوم هم المخابرات الروسية التي أرادت أن تقوم بهذا الحدث ليكون وسيلة لتبرير هجمات جديدة على أوكرانيا تستهدف كبار المسؤولين والضباط وتزيد من وتيرة الهجوم على أوكرانيا، خصوصا بعد حصولها على دعم جديد من دول حلف الناتو.
أما من وجهة نظرية المؤامرة، فالهجوم على كروكوس يصب في تجاه تصعيد التوتر بين روسيا وأمريكا وإشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة من أجل إيجاد نهاية مأساوية للصراع بين هذين القطبين الذي يروج على أنه صراع على الموارد والسيطرة على العالم.
عموما، لم يتم بعد الكشف عن هوية المنفذين الحقيقية، ولكن يبدو جليا أنه سيتم استغلال هذا الهجوم في تصعيد التوتر في منطقة الشرق والشرق الأوسط، خصوصا مع التسويق لرواية نية قتل المسلمين للروس عبر مقاتلي تنظيم داعش، التي تهدف إلى إثارة الفتنة بين شعوب العالم.