نشرت شبكة سي إن إن الأمريكية تقريرا تنبأت فيه بوقوع كارثة صحية خطيرة في بنغلادش، إذ يتعرض عشرات الملايين من السكان لتسمم جماعي بسبب الزرنيخ، وهو موضوع صحي مهم يتطلب الاهتمام الفوري.
وقد بدأت بادئ الأمر مشكلة التسمم بالزرنيخ في ثمانينيات القرن الماضي، حيث لاحظ الأطباء والباحثون ظهور “العلامات الكلاسيكية” لهذا التسمم.
والزرنيخ مادة مسرطنة معروفة ومرتبطة بعدد كبير من الآثار الصحية السلبية الأخرى، ويصف خبراء الصحة الوضع الحالي بأنه “أسوأ تسمم جماعي للسكان في التاريخ”، حيث تأثر عشرات الملايين.
وعلى الرغم من جهود الحكومة في بنغلادش ومنظمة اليونيسف ووكالات الإغاثة الأخرى في معالجة تلوث المياه، فإن التأثيرات السامة لا تزال موجودة بشكل واسع، حيث تشير دراسة إلى وفاة نحو 43 ألف شخص سنويا بسبب أمراض مرتبطة بالزرنيخ في بنغلادش وحدها.
ووفقا للتقرير، فإن التغيرات المناخية، مثل الفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر، تزيد من مستويات الزرنيخ في المياه الجوفية، مما يمثل تمددا للمشكلة إلى خارج حدود بنغلادش.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن حوالي 140 مليون شخص في 70 دولة يشربون مياه ملوثة بالزرنيخ بمستويات تفوق الحد الموصى به، مما يؤدي إلى تأثيرات صحية خطيرة على السكان.
يتواجد الزرنيخ بشكل طبيعي في صخور الأرض وتربتها، وهو مادة شديدة السمية في شكلها غير العضوي، والذي يكون قاتلا خفيا نظرا لعدم وجود لون أو نكهة أو رائحة له.
وقد تم اكتشاف تعرض الأشخاص لمستويات عالية من الزرنيخ في المياه الجوفية في عدة دول، بما في ذلك بنغلادش، وكذلك في الهند والصين وتايوان وفيتنام والأرجنتين وتشيلي والمكسيك وأجزاء من أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة.
ويمكن التعرف على التعرض المستمر للزرنيخ من خلال ظهور علامات مثل تصلب الجلد على اليدين والقدمين وتغير لون الجلد وظهور مرض القدم السوداء، ويزيد هذا التعرض من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان وأمراض القلب والسكتات الدماغية.