تشير تقارير حديثة أن الأخوين أمير كاجي و رائيس كاجي، مؤسسي شركة Africrypt، قد ظهروا في سويسرا بعد عامين من اختفائهما عقب سرقة عملات المستثمرين في شركتهم.
وتعد شركة Africrypt من الشركات الاستثمارية في العملات الرقمية، تم إطلاقها في جنوب أفريقيا عام 2019، وتمكن المستثمرين من الحصول على مكافآت كبيرة من العملات الرقمية التي كانت تتداول في ذلك الوقت.
ما هي تفاصيل سرقة شركة Africrypt؟
في عام 2021 وفي ذروة تداول البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى، ادعت شركة Africrypt أن منصة إدارة العملات الرقمية الخاصة بها قد تم اختراقها، وأن 70 ألف عملة بيتكوين قد تم سرقتها من قبل المهاجمين، والتي قدرت قيمتها آنذاك بنحو 3.6 مليار دولار أمريكي.
على الرغم من أن المبلغ المفقود كان يساوي مليارات الدولارات، إلا أن الأمر المثير للريبة أكثر هو أن المنصة لم تكن ترغب بتدخل السلطات المختصة، لأن تطبيق القانون سيبطئ استرداد الأموال حسب ظنهم.
لا يمكن أن تساعد البيئة التنظيمية في جنوب إفريقيا، وخاصة فيما يتعلق بالعملات الرقمية، لمتابعة عملية الاحتيال تلك، وهذا ما دفع هيئة سلوك القطاع المالي في جنوب إفريقيا لإغلاق باب التحقيق، كونها لم تتمكن من فتح تحقيق رسمي أساسا في عملية الاحتيال بسبب أن العملات الرقمية بما فيها البيتكوين لا تعد منتجات مالية ملموسة، ومنذ ذلك الوقت انتهت عملية التحقيق.
تحقيقات أولية تشير تحويل الأموال المسروقة من Africrypt إلى خلاط للعملات الرقمية
ورغم التحديات التنظيمية للعملات الرقمية عام 2021، لم يمتنع بعض المستثمرين عن إبلاغ السلطات بخصوص قضية شركة Africrypt، والاستعانة بخدمات شركة المحاماة Hanekom.
يذكر أنه قبل 7 أيام من الاختراق المزعوم لمنصة شركة Africrypt، قد فقد مستثمرو المنصة الوصول إلى الواجهة الخلفية لها، الأمر الذي حال دون تتبع أداء استثماراتهم في السوق.
وكشف التحقيق الأولي الذي أجراه المحامي الموكل من شركة Hanekom للمحاماة، أن الأموال المفقودة من شركة Africrypt، قد تم تحويلها وتمريرها عبر خلاط العملات الرقمية لتغيير هويتها وإخفاء معالم الجريمة، وفق ما أشارت إليه وكالة بلومبيرغ في أحد تقاريرها.
تقنية بلوكتشين تتسبب بالكشف عن معلومات حول قضية سرقة Africrypt
بالنظر إلى البنية العامة لشبكات بلوكشين، فإن إخفاء مسارات تحويل الأموال يكاد يكون شبه مستحيلا، وهذا ما ساعد المحققين في الكشف عن مكان تحويل الأموال المسروقة، من خلال الطبيعة الشفافة لعملة البيتكوين، إذ وجد المحققون أن الأموال قد تم تمريرها إلى محافظ رقمية في دبي، قبل أن يتم تمريرها لاحقا عبر الخلاط.
وبعد تلك الحادثة بعامين، قام الأخوان كاجي، باستئجار خزانة في (زيورخ – سويسرا)، وأودعا فيها محفظة أجهزة، ومحافظ الأجهزة هي تلك الأجهزة التي تستخدم في تخزين مفاتيح التشفير الخاصة بالعملات الرقمية، ويتم استخدامها عادة عند الاحتفاظ بكمية ضخمة من العملات الرقمية، وهذا ما آثار الشكوك حول الأخوين كاجي.
ودفع ذلك التحرك من قبل الأخوان، حصول السلطات السويسرية على رأس خيط في قضية سرقة شركة Africrypt، وبدأت تحقيقها مع الشقيقين في قضايا غسيل الأموال.
ويأمل المستخدمون والمستثمرون المتضررون من هذه الجريمة، أن يتم الكشف عن ملابسات قضية الاحتيال هذه، واستعاد أموالهم المسروقة من الأخوين، وتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم منذ تلك الفترة وحتى تاريخ يومنا هذا.