أعلنت السلطات العراقية اليوم عن تأجيل إعلان نتائج التحقيقات في حادثة حريق نينوى التي وقعت في صالة الهيثم للأفراح في قضاء الحمدانية، والتي كان من المقرر إعلانها اليوم السبت 30 سبتمبر.
ووفق ما جاء في المصدر، فقد أشار إلى أن السلطات المعنية في التحقيق قد أجلت إعلان النتائج التي توصلت إليها حتى يوم غد الأحد 1 أكتوبر/ تشرين الأول، لأسباب ما تزال مجهولة وغير معلن عنها.
ولاقت حادثة حريق نينوى ضجة كبيرة في الشارع العراقي والعالم العربي، تلك الفاجعة التي أثارت الحزن في كل من سمع بها، وفتحت آلاف التساؤلات حول أسباب الحادثة المفاجئة التي أودت بحياة أكثر من 100 شخص وإصابة نحو 230 آخرين.
مدير الدفاع المدني يكشف معلومات خطيرة حول حريق نينوى
كشف اللواء كاظم بوهان، المشرف على تحقيقات حادثة حريق نينوى، أن صاحب صالة الأفراح في الحمدانية والتي حدث فيها حريق كبير وأودى بحياة العشرات، لا يمتلك إجازة ممارسة المهنة منذ 10 سنوات.
وكانت قناة الإخبارية العراقية قد أجرت اتصالا هاتفيا مع سيادة اللواء كاظم بوهان، والذي يشغل حاليا منصب مدير الدفاع المدني في العراق، والمكلف أيضا بالإشراف على التحقيقات في قضية فاجعة الحمدانية.
وخلال الاتصال، كشف اللواء بوهان عن تفاصيل خطيرة وجديدة تتعلق بقضية حريق نينوى، والذي سببه الإهمال والتقصير من قبل صاحب الصالة، والذي كشف عدم حيازته لشهادة مرخصة بمزاولة المهنة منذ أكثر من 10 سنوات.
وهذا الأمر تسبب بإهمال كبير ومزمن تراكم على مدار السنين، من خلال استخدامهم لمواد غير مسموحة وغير مرخصة في المنشآت السياحية المغلقة، والتي تمثلت باستخدام مادة الايكوبوند سريعة الاشتعال، وهذا مخالف لتعليمات السلامة حسب قانون الدفاع المدني رقم 44 لسنة 2013.
وكشف اللواء بوهان أن بناء الصالة منشأة منذ العام 2013، وتم بناؤه على أرض زراعية غير صالحة للبناء على الإطلاق، ولا يملك صاحب الصالة إجازة بناء أو إجازة لممارسة المهنة.
كاظم بوهان: تقصير السلطات العراقية كان حاضرا في فاجعة نينوى
ويقول اللواء بوهان أن الوحدات الإدارية المسؤولة عن متابعة هذا الأمر لم تتابع الموضوع بجدية، وكان من المفروض التيقظ لمثل هذه الحالات المخافة بوقتها، وليس بعد مرور 10 أعوام.
وتعقيبا على ذلك، قال مدير الدفاع المدني اللواء كاظم بوهان، أنه ليس من صلاحياته ومن صلاحيات مديريته التدخل في محاسبة هؤلاء المخالفين، وإنما توجد جهات لمراقبة المخالفات ومراعاة معايير الجودة، هي من عليها متابعة هذه المشاريع المخالفة ومحاسبتها على التقصير وإزالتها في حال كانت تشكل خطرا على المواطنين.
كما أكدت الجهات المختصة أن الصالة تفتقر لمتطلبات السلامة والحماية من الحريق، فهي غير مجهزة بأجهزة إنذار الحرائق وأجهزة الإطفاء الرطبة.
وأودى الحريق بحياة نحو 100 شخص، بالإضافة إلى إصابة ما يزيد عن 230 آخرين، كانوا ضحية الإهمال والتقصير وجشع أصحاب الصالة الذين لم يرغبوا بدفع قليل من النقود لتأهيل الصالة كما يجب.
وعلى خلفية الحادثة، قامت وزارة الدفاع العراقية بإلقاء القبض على صاحب الصالة وفتح تحقيقات مباشرة معه، بالإضافة إلى إصدار أمر قبض بحق 4 من المستثمرين مع صاحب الصالة، و 9 من العمال الذين كانوا في الصالة لاستجوابهم حول تفاصيل الحادثة، ومعرفة أسباب التقصير واتخاذ الإجراء المناسب وفق القانون لزوما.
فاجعة الحمدانية: كيف بدأ حريق نينوى؟
تسبب الحريق بانهيار عدة أجزاء من قاعة الأعراس، بسبب استخدام مواد زهيدة التكلفة وسريعة الاشتعال في بناء الصالة الداخلي أيضا، والتي تنهار صلابتها خلال دقائق فقط عند الاشتعال.
أما عن سبب الحريق، فتشير معلومات التحقيق الأولية إلى أنه قد تم استخدام ألعاب نارية خلال حفل الزفاف داخل الصالة، الأمر الذي تسبب بنشوب حريق داخل الصالة سرعان ما انتشر وتفاقم الأمر بشكل سيء للغاية.
وما تزال التحقيقات مستمرة لمعرفة مجريات ما حدث، إذ تم استدعاء خبير الأدلة الجنائية للتعرف على سبب الحريق والتأكد مما تم التوصل إليه من معلومات حتى الآن، ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المقصرين والمسببين لهذا الحريق.
إعلان الحداد في عموم العراق حدادا على ضحايا فاجعة الحمدانية
كما قام محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق لمدة ثلاثة أيام، حدادا على ضحايا حادث حريق الحمدانية المدنيين.
وكان السوداني قد أجرى اتصالا هاتفيا مع محافظ نينوى للوقوف على تفاصيل حادث حريق صالة المناسبات ومعرفة تداعياته، وإرسال ما يلزم من تجهيزات لإنقاذ المصابين.
كما وجه رئيس الوزراء وزارة الصحة ووزارة الداخلية باستنفار كل الجهود لإسعاف المصابين جراء الحادث الأليم.
فيما أعلن محافظ نينوى، نجم الجبوري، عن الحداد العام لمدة أسبوع كامل في نينوى حدادا على ضحايا حريق عرس الحمدانية.
إن هذا الحادث الأليم يؤكد على ضرورة تعزيز إجراءات السلامة والحفاظ على سلامة المنشآت العامة والخاصة، وأهمية تعاون الدول الشقيقة في تقديم الدعم والمساعدة في مثل هذه الحالات الطارئة.
وأكدت وزارة الداخلية أن الحريق كان بسبب عدم اتخاذ إجراءات السلامة والحماية اللازمة، وهو ناجم عن تقصير كبير وليس جنائيا أو متعمدا.
ولكن ما تقدم به الشاب في مقطع الفيديو يثبت عكس ما توصلت إليه هذه التحقيقات، وأن الحريق تم التحضير والإعداد له بشكل مسبق من دون معرفة سبب الحادثة التي قد تكون كيدية بسبب خلافات مع أصحاب الحفل.