يحدث شيء مدهش في قرية صغيرة على شاطئ البحر في السلفادور، حيث أن الأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن 12 عاما يتعلمون كيفية استخدام العملة الرقمية التي تسمى البيتكوين.
هذه العملة لا تحتاج إلى بنك أو حكومة لإصدارها أو تنظيمها، بل تعتمد على شبكة من المستخدمين والحواسيب المتصلة ببعضها البعض.
القرية التي تجري فيها هذه التجربة هي El Zonte، وهي وجهة سياحية شهيرة برياضة ركوب الأمواج.
في عام 2019، تبرع مانح سري ببعض البيتكوين لسكان القرية، بهدف إنشاء مجتمع يستخدم البيتكوين كعملة رئيسية.
ولدت من هذه المبادرة حركة تسمى Bitcoin Beach، وهي تهدف إلى نشر ثقافة البيتكوين والحرية المالية في السلفادور وخارجه.
Bitcoin Beach لديها مشاريع مختلفة لدعم المجتمع، مثل برامج التغذية والصحة والرياضة والتعليم. كما أنها تشجع المحلات التجارية والخدمات في El Zonte على قبول البيتكوين كوسيلة للدفع، باستخدام تطبيق خاص يسمى Wallet of Satoshi.
هذا التطبيق يسمح بإجراء معاملات سريعة ورخيصة باستخدام شبكة Lightning Network، وهي طبقة ثانوية فوق شبكة البيتكوين تزيد من قدرتها على المعالجة.
Bitcoin Beach لا تقتصر على دعم البالغين فقط، بل تولي اهتماما خاصا بالأطفال والشباب. فهي تقدم لهم برامج تعليمية خارج المنهج، تغطي موضوعات مثل البيتكوين والمال والاقتصاد.
هذه البرامج تستهدف طلاب المدارس في سن 12 عاما أو أقل، وتهدف إلى رفع مستوى محو الأمية المالية لديهم، وتعزيز طموحاتهم وأحلامهم.
قال رومان مارتينيز، زعيم مجتمع Bitcoin Beach، إن الأطفال يشاركون في هذه البرامج كل يوم جمعة. يتعلمون كيفية إنشاء محفظة بيتكوين على هواتفهم الذكية، وكيفية الحصول على بعض البيتكوين (أو الساتوشي، وهي وحدة أصغر من البيتكوين) من المتطوعين أو الأصدقاء أو العائلة.
ثم يتعلمون كيفية إجراء معاملات بسيطة باستخدام تطبيق Wallet of Satoshi، مثل شراء الطعام أو المشروبات أو الهدايا.
ذكر مارتينيز إن الأطفال يستمتعون بتجربة هذه التكنولوجيا الجديدة، وأنهم يصبحون أكثر فضولا وثقة في استخدامها.
كما أنهم يتعلمون مفاهيم مالية واقتصادية مهمة، مثل التضخم والقيمة والادخار والاستثمار.
وقال أيضاً إن هذه المفاهيم لا تدرس في المدارس، وأنه من المهم أن يكون لدى الأطفال فهم جيد للمال وكيفية التعامل معه.