استطاعت حكومة السلفادور تسديد ما قيمته 800 مليون دولار من السندات المدعومة من عملة البيتكوين الرقمية، والتي كانت قد أصدرتها العام الماضي.
ورغم أهمية هذا الحدث إلا أن وسائل الإعلام العالمية بما فيها الأمريكية والغربية لم تقم بتغطية هذا الحدث أو ذكره في وسائل إعلامها، باستثناء قيام أحد الصحف بنشر خبر باللغة الإسبانية عن هذا الحدث.
وانتقد نجيب بُقيلة، زعيم دولة السلفادور، هذا التصرف معبرا عن رأيه عبر منصة تويتر، ومشيرا لنجاح حكومة بلاده تسديد هذه السندات المرتبطة بالبيتكوين، والتي كانت قد أصدرتها العام الفائت، مما جعلها تكسب رهانها على البيتكوين، وإصابة الناقدين والمشككين بالخيبة والفشل لتوقعاتهم.
وكانت الكثير من وسائل الإعلام قد نشرت المئات من المقالات والمنشورات التي حملت بين أسطرها التشاؤم والتوقعات السيئة، والمتمثلة بفشل السلفادور في تسديدها تلك السندات وتخلفها عن ذلك في يناير 2023.
وقام الرئيس السلفادوري بالإشارة إلى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على وجه الخصوص في انتقاده عبر التويتر، والتي قامت بالترويج في وقت مضى عن عدم مقدرة السلفادور لتسديد سندات البيتكوين المذكورة، وأنها بلا شك ستتخلف عن موعد سدادها، إلى جانب أنه أدرج روابط لمقالات من عدة مصادر، كانت قد نشرت محتوى مماثلا للذي نشرته نيويورك تايمز، بل قامت بعضها بتعدي مستوى تلك الشائعات وتجاوزتها بمراحل في بعض منها.
وينتقد الرئيس بُقيلة أيضا، قيام العديد من الناس ومتابعي الصحف العالمية، بتصديق جميع الأخبار والمعلومات التي يقرؤونها من الصحف العالمية والمحللين في السياسة والاقتصاد، وكأنهم ليسوا من البشر يحمل كلامهم التصديق والتكذيب في آن معا.
يذكر أن حكومة السلفادور قد قامت العام الماضي وتحديدا في نوفمبر، بالإعلان عن افتتاح مكتب وطني خاص للتعامل بالبيتكوين، تقوم فيه هذه المؤسسة بوضع الخطط والاستراتيجيات المرتبطة بآلية عمل الحكومة المحلية، ولكن تتضمن التعامل بالبيتكوين ودمجها في استراتجيات الدولة الاقتصادية والخدمية.
ويكون مكتب البيتكوين هذا معني أيضا بتوفير التغطية الإعلامية الكافية حول عمل المكتب والخطط الموضوعة من قبل الحكومة والمرتبطة بالبيتكوين، ووضع المعلومات الكافية للمسؤولين حول تقنيات بلوكتشين والعملات الرقمية وخاصة البيتكوين، ومتابعة أخبارها وآخر مستجداتها على الساحة المحلية والدولية.
وتمت الموافقة على إنشاء مكتب البيتكوين الوطني الخاص بدولة السلفادور، بموجب المرسوم الرئاسي رقم 49، والذي قام الرئيس نجيب بُقيلة بالتوقيع عليه شخصيا، جنبا إلى جنب مع وزير السياحة السلفادوري أيضا.
ويعتبر الزعيم السلفادوري واحدا من أشد مؤيدي العملات الرقمية بما فيها البيتكوين، إذ قام بالتوجيه العام الماضي بشراء 1 بيتكوين كل يوم، إلى جانب أنه كانت توجد خطط لإنشاء مدينة للبيتكوين في السلفادور، لكن ما تزال الخطط المرتبطة بها قيد التعليق.
ورغم انهيار امبراطورية FTX التي خيمت بظلالها على سوق العملات الرقمية، إلا أن الرئيس بُقيلة كان الوحيد الذي يدعم البيتكوين ويقف إلى جانبها، واتبع سياسة حازمة مع البيتكوين تحابي شرائها ولو بكميات قليلة رغم الوضع الحرج للبلاد اقتصاديا، وكان لذلك سببا في تلقي بُقيلة ثلاث دعاوي قضائية بسبب شراءه للبيتكوين، التي كانت تنهار في ذلك الوقت لمستويات تاريخية.
وتجدر الإشارة إلى أن عملة البيتكوين قد شهدت ارتفاعا ملفتا هذا العام، تجاوزت نسبته 39% منذ بداية عام 2023 وحتى تاريخنا هذا، فيما تسجل اليوم سعر تداول يقارب 22408 دولارا أمريكيا، مع تراجعها نسبيا خلال الـ24 ساعة الماضية بحدود 2%، وتكافح البيتكوين بشدة عند مستوى 23 ألف دولار مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع وانتهاء الشهر الأول من عام 2023.
فيما تكهن البعض بعودة البيتكوين للانهيار، وتكرار سيناريوهات مشابهة لعام 2020، وذلك لما يراه المحللون من تطابق للأحداث وفق البيانات التاريخية مع بداية كلا العامين 2020 و2023، بالإضافة إلى أن الدعم والزخم الذي تلقته البيتكوين منذ بداية العام كان مفاجئا ولا يستند إلى أرضية واقعية ومنطقية.
فيما رجح البعض أن عملة كاردانو الرقمية والتي تصدرت قائمة أكثر شبكات العملات الرقمية تطورا وتناميا خلال العام 2020، أنها وراء بدء تعافي سوق العملات الرقمية، لما تقدمه من جهود وعمل مميزين يهدفان لاستقرار عام وشامل لسوق العملات الرقمية العالمية.