أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن السنوار، القائد البارز في حماس، قد قطع اتصالاته مع الوسطاء في صفقة الأسرى واختفى منهم. وقد أثار هذا القرار الغضب بين الوسطاء، وذلك بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي لمستشفى الشفاء.
وقال السنوار: “مادام الجيش الإسرائيلي يعمل في مستشفى الشفاء فلن تستمر حماس في المفاوضات. يجب أولاً أن توقفوا القتال لمدة 5 أيام”.
ويبدو أن السنوار يتلاعب بعقول الإسرائيليين، حيث يتغير عدد الأسرى الإسرائيليين الذين يعرض إطلاق سراحهم بشكل متكرر. في البداية كان الحديث عن 100، ثم انخفض العدد إلى 80، وأمس وصل العدد إلى 50 فقط.
وعلى الصعيد السياسي، يعتقد الجيش والشاباك الإسرائيليين أن سلبيات الصفقة أكثر من إيجابياتها، ولذا يعارضونها.
ولكن، يبدو أن القيادات السياسية الإسرائيلية قد تتجه نحو قبول الصفقة لمنح الجمهور الإسرائيلي الصورة التي يتوق إليها.
وفي تطور غير متوقع، طلب السنوار بجرأة أن يتم إطلاق سراح الأسرى في صورة دفعات يومية. وبمعنى آخر، يمكن للسنوار أن يطلق سراح 10 أسرى، وإذا لم يعجبه شيء ما، يمكنه أن يوقف إطلاق سراحهم.
وفي هذه الأثناء، يبدو أن الجيش الإسرائيلي لن يتسرع في العودة إلى الحرب، وسيُجن جنون العائلات، وستتبعها بقية الشعب الإسرائيلي.
والأعجب من هذا الطلب الفاضح هو أن إسرائيل حتى الآن مستعدة لقبوله.
أفادت وكالة فرانس برس أن الجيش الإسرائيلي انسحب مساء الأربعاء من مستشفى الشفاء في قطاع غزة، بعد أن اقتحمه في وقت سابق من نفس اليوم، بحجة أنه يضم مركز قيادة عسكرية لحركة حماس وأنفاقا تحته.
وقال مراسل الوكالة في غزة إن الجيش الإسرائيلي نشر دباباته حول المجمع الطبي الضخم، الذي كان محاصرا منذ عدة أيام، مما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني والصحي فيه، وعجز العاملين عن دفن الجثث في ساحته الخارجية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في بيان له أنه نفذ عملية دقيقة وموجهة ضد حماس في منطقة محددة في المستشفى، بهدف العثور على محتجزين أسرتهم الحركة في السابع من أكتوبر الماضي، والذين يعتقد أنهم موجودون في مكان ما تحت المستشفى، إضافة إلى تدمير مقر قيادة حماس العسكرية هناك، وهو ما نفته الحركة بشدة.
وبعد انتهاء العملية، أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه لم يتم العثور على أي محتجزين في المستشفى، في حين نقل موقع “واللا” الإسرائيلي عن مسؤول كبير قوله إن الهدف الحقيقي من الاقتحام كان الوصول إلى الأنفاق التي تنطلق من المستشفى والتي تمتد إلى جميع أنحاء غزة، وفقا للمعلومات الموجودة في أيدي إسرائيل.