عاش الرئيس الأمريكي لحظات محرجة للغاية خلال خطابه الرئاسي في نيويورك، وذلك بعد امتناع الجمهور الأمريكي عن التفاعل مع هذا الخطاب، في وقت كان فيه بايدن ينتظر التصفيق على كلامه.
خلال الخطاب الرئاسي لبايدن الذي يندرج تحت حملته الانتخابية، وجه كلمات كان من المفترض أن تكون ملهمة لشعب أمريكا، ولكن الإحراج كان سيد الموقف بعد أن توسل الرئيس الأمريكي من الجمهور التصفيق له على خطابه، قائلاً لهم: صفقوا.
يعد هذا المشهد جديدا من نوعه خصوصا بالنسبة للرئيس الأمريكي الذي لطالما كان يعد البلاد بالكثير من التحسينات والإصلاحات الاقتصادية، ولكن مع تبلور الرؤية لدى الشعب الأمريكي حول أهلية بايدن في قيادتهم، أصبح معروفا حجم النفاق الذي يروج له في خطاباته.
ولعل القضية الفلسطينية كانت القشة التي قسمت ظهر البعير، إذ بات واضحا حجم الدعم الذي يقدمه بايدن لإسرائيل التي تقوم بسفك دم الأبرياء بالسلاح الأمريكي، ولذلك لم يعد شعب أمريكا يحتمل المزيد من الترهات التي يتلفظ بها القادة الأمريكيون.
وهذا ليس الموقف المحرج الوحيد للرئيس الأمريكي، فقد ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في وقت سابق بفيديو يظهر هفوة جديدة لبايدن خلال تعليقه على رد حركة حماس على اتفاق مقترح لوقف إطلاق النار، إذ أخطأ في لفظ كلمة “حماس” واستبدلها بكلمة المعارضة.
هذا الحدث يدعو إلى التفكير في مدى التوافق بين الخطاب السياسي وتوقعات الناخبين من جهة، ومدى صدق الوعود التي تقدم بها بايدن مؤخرا في إيقاف الحرب في منطقة الشرق الأوسط وسحب القوات الأمريكية من هناك من جهة أخرى.
ختاما، يبقى مثل هذا الحدث المحرج تذكيرا بأن السياسة فن تواصل بقدر ما هي فن إدارة، وأن الطريق إلى قلوب الناخبين يتطلب أكثر من مجرد كلمات مدروسة وخطابات رنانة، فالشعوب تحتاج إلى حلول عملية ومجدية لوعود الإصلاح والتحسين التي أصبحت مجرد دعاية للسياسيين يستغلونها للوصول إلى دفة السلطة.