أخبار العملات الرقمية

الصين تعد جيشا من الخبراء في بلوكتشين والتقنيات الرقمية

تعمل حكومة الصين في العاصمة بكين، عل تدريب آلاف المهندسين على التقنيات الرقمية الحديثة، تشمل مجالات الذكاء الاصطناعي والبلوكتشين والميتافيرس ومعالجة قواعد المعطيات الضخمة وغيرها.

الحكومة الصينية تضع خطة مذهلة لتطوير البلوكتشين والعملات الرقمية

ووفقا لوكالة الأنباء الصينية شينخوا، فإن الحكومة قد وضعت في خطتها تدريب ما لا يقل عن 10 آلاف مهندس كل عام، وذلك لرفد السوق الصينية بالكوادر والخبرات الفنية القادرة على النهوض باقتصاد الصين في المجالات الحديثة.

وتشير الوثائق الحكومية التي قدمها مكتب الموارد البشرية والضمان الاجتماعي لمدينة بكين، فإن هذا المكتب مختص في إدارة القوى العاملة للمدينة وتطوير خبراتها أيضا.

كما يقوم مكتب الموارد البشرية في بكين، بالعمل على تطوير القدرات الشابة وفق خطة موضوعة من الحكومة، بالإضافة إلى رعاية المواهب التقنية بغض النظر عن عمرها أو فترة التنمية المطلوبة.

ومن المخطط أيضا أن يقوم هذا المكتب بمراجعة وثائق نظام تقييم خبرات العاملين والموظفين، من أجل إعداد خطة تقييم جديدة يقدمها المكتب، بحيث يتم إدراج مؤهلات جديدة لنظام التقييم تتضمن مجالات البلوكتشين والذكاء الاصطناعي والمحاسبة الرقمية والميتافيرس.

تحرك صيني كبير لتبني صناعة العملات الرقمية

يشار إلى أن الصين ممثلة بعاصمتها بكين، كانت تتمنع عن الاعتراف بالعملات الرقمية بشكل صريح، ولكن اليوم فإنها لا تكاد تنفك عن تطوير صناعة العملات الرقمية وتنمية قدرات المواطنين في مجالاتها المختلفة، إذ تقدم بشكل دوري مبادراتها تعليمية وتنموية عن الويب 3.0 والميتافيرس والبلوكتشين ورموز NFT.

تجدر الإشارة إلى أن السلطات في بكين، قد أعلنت عن بدئها في بناء مركز بكين لتقنيات الميتافيرس، وسيكون عبارة عن منظمة مرخصة مدعومة من قبل حكومة الصين، مختصة في مجالات تبني وتطوير التقنيات الرقمية الحديثة والعملات الرقمية.

وبالتأكيد فإن مثل هذه الخطوة، ستوسع عمليات التبني الجماعي للبلوكتشين والعملات الرقمية، وسترفع من ترتيب الصين بين الدول الصديقة للعملات الرقمية، لتكون واحدة من أهم وأكبر الدول التي تدعم هذه المجالات الحديثة المتقدمة، بعد التضييق الكبير الذي كانت تفرضه قبل ذلك.

تفاوت المشهد التنظيمي بين الغرب والشرق

جذبت إمكانات السوق المربحة في هونغ كونغ البنوك الصينية مثل بنك الاتصالات وبنك الصين وبنك شنغهاي بودونغ للتنمية، وقد بدأت هذه البنوك إما في تقديم خدمات لشركات العملات الرقمية المحلية، أو التفاوض لتنفيذ الخدمات.

وعلى الرغم من ذلك، فإن هونغ كونغ ليست الدولة الوحيدة التي تتخذ خطوات استباقية في صناعة العملات الرقمية، فقد أعلنت بينانس عن مشروعها الجديد (Gulf Binance)، والذي من المقرر أن يعمل في تايلاند بعد الحصول على موافقة من وزارة المالية التايلاندية.

وبينما تقدم دول الشرق مزيدا من الشرعية والوضوح التنظيمي لصناعة العملات الرقمية، يظل المشهد التنظيمي في الغرب منقسم وغير واضح وأن هذا النقص في المشهد التنظيمي يسبب التردد ويعيق إمكانات نمو الصناعة، كما تسبب ببدء هجرة واضحة لشركات العملات الرقمية والبحث عن البديل في دول الشرق.

ما هي خطط الصين بخصوص العملات الرقمية؟

اتخذت الصين إجراءات صارمة ضد استخدام العملات الرقمية في عام 2021 بينما كانت تعمل على مسار التجربة والاختبار والإصدار في نفس الوقت لعملتها الرقمية الوطنية، اليوان الرقمي، حتى يناير 2023، إذ أشارت الحكومة الصينية إلى تداول حوالي 13 مليار يوان رقمي.

ومن المثير للاهتمام أن موقع عملة اليوان الرقمي يزعم أن العملة ستحل محل الدولار وجميع العملات المستقرة الأخرى، مع اشتراط أن العملة الرقمية الوطنية لن تكون عملة مستقرة.

ومع ذلك فإن اليوان الرقمي يجد طريقه عبر الحدود الصينية، فقد قام بنك DBS ومقره سنغافورة والصديق للعملات الرقمية، بتطوير حل لتبني اليوان رقمي يسمح للشركات الصينية بتلقي المدفوعات باليوان الرقمي، وتتيح هذه الخدمة للعملاء المقيمين في الصين تلقي أو جمع اليوان الرقمي وإجراء التسويات مباشرة إلى الحسابات المصرفية القائمة على اليوان.

كيف ستقوم الصين بإتاحة اليوان الرقمي دون الاتصال بالإنترنت؟

ستقوم الصين بإطلاق اليوم الرقمي على عدة مراحل، تشمل المرحلة الأولية من التجارب عدة هواتف Android محددة في عددها ومناطق استخدامها في الصين، بما في ذلك بكين وشنغهاي وشنتشن وتشنغدو وسوتشو.

وسيتمكن المستخدمون من إجراء المدفوعات باليوان الرقمي حتى بدون حساب مصرفي أو اتصال بالإنترنت، وللوصول لذلك عملت الصين إلى الجميع بين تجربة تطبيق اليوان الرقمي و “بطاقات SIM الفائقة” المتخصصة، والتي تمتلك إمكانات اتصال ضمن الحدود الصينية.

سيتم إجراء المدفوعات من خلال تطبيق e-CNY والذي يقتصر على مبلغ 500 يوان لكل معاملة و10000 يوان في اليوم للدفعات غير المتصلة بالإنترنت، ويحتاج المستخدمون ببساطة إلى إحضار هواتفهم المحمولة بالقرب من محطات نقاط البيع أو النقر فوق رمز الاستجابة السريعة، وسيكون من الممكن إجراء مدفوعات دون الحاجة إلى تشغيل الهاتف.

تتطلع الصين في المستقبل إلى تسهيلات أكثر، إذ يخطط بنك الصين لتوسيع نطاق التجربة واستكشاف حالات استخدام إضافية لنظام الدفع غير المتصل بالإنترنت.

مبادرة الحزام والطريق تستخدم اليوان الرقمي

تم تصميم اليوان الرقمي ليكون مدعوما من قبل البنك المركزي الصيني ويمكن استخدامه على منصات مختلفة، بما في ذلك التطبيقات عبر الإنترنت والأجهزة غير المتصلة بالإنترنت، كما وقدم بنك الشعب الصيني (PBoC) ميزات مثل قابلية البرمجة من خلال العقود الذكية وإخفاء الهوية الذي يمكن التحكم فيه لضمان الامتثال والابتكار.

وتقود الصين السباق لنشر اليوان الرقمي على مستوى العالم، ففي الآونة الأخيرة وسعت الصين استخدام اليوان الرقمي من خلال مبادرة الحزام والطريق والتجارة الخارجية، حتى أصبح من الممكن الآن الدفع مقابل رحلات الحافلات العامة باليوان الرقمي، وتخطط الصين أيضاََ لتوسيع استخدام اليوان الرقمي لدفع الضرائب وخدمات المرَافِق في المستقبل.

وعلى الرغم من نجاحات اليوان الرقمي المبكرة، إلا أنه سيواجه منافسة من منصات الدفع الحالية مثل Alipay وWeChat Pay وغيرها، ومع ذلك يأمل بنك الشعب الصيني (PBoC) التمكن من زيادة نفوذه عبر جعل اليوان الرقمي بديلا آمنا وشاملا وملائما لبقية العملات الرسمية الورقية بما فيها الدولار، كما أن خدمة العمل بدون الانترنت ستسهم في زيادة نجاح التجربة.