تراودنا جميعا تساؤلات حول عملية الذاكرة ولماذا تحتفظ العقول ببعض الصور، بينما تنسى بسهولة تفاصيل أخرى. فهل سبق وتساءلت عما يجعل ذاكرتنا تختار بعض اللحظات لتبقى محفورة في الذهن؟
كيف تعمل الذاكرة والدماغ
أشار الباحثون في دراسة حديثة من جامعة Yale، إلى أن الأحداث الغريبة والمعقدة تأسر عقولنا وتحثها على البحث عن تفسيرات، بينما يتم تجاهل الأمور التي تبدو مألوفة وروتينية، وهذا يوضح لماذا قد نتذكر إعلانا مبتكرا أو مشهد فريد من نوعه، ولكن ننسى المعلومات اليومية العادية.
تمتد تأثيرات هذه الظاهرة لتشمل طريقة عمل الدماغ في التعلم واحتفاظه بالمعلومات، وبالتالي تُعتبر هذه المعلومات ذات أهمية بالغة في الميادين التعليمية والتسويقية على حد سواء.
من ناحية أخرى، يسلط البروفيسور عمرو الشواربي، رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في مركز “إكستر” الطبي، الضوء على سعة تخزين الذاكرة البشرية، قائلا إنها تعادل اثنان ونصف مليون غيغابايت، ويقدم هذا الإفصاح منظورا حول القدرات الهائلة لعقولنا التي تسمح بتخزين الأحداث بطرق متنوعة ومعقدة.
وفقا للبروفيسور الشواربي، تتكون الذاكرة الطويلة الأمد من قسمين: الوعي واللاوعي. الجزء الواعي يحتفظ بالأحداث الغريبة والمثيرة للاهتمام، في حين يختزن الجزء اللاوعي المعرفة والخبرات المكتسبة على مدى الحياة.
وفي تعليق آخر له على الموضوع، أعلن البروفيسور خلال حوار أجري مع Skynews أن تعلق الذاكرة بالذكريات لا يقتصر على ظروفها العجيبة أو الشاذة، بل يشمل أيضا الأحداث المتعلقة بمشاعرنا القوية، سواء كانت إيجابية أو سلبية، والتي غالبا ما تظل محتفظة بها الذاكرة ولو مرت سنين طويلة.
هذا التقدم في فهم كيفية عمل الذاكرة هو نقطة انطلاق مهمة قد تؤدي لتطوير طرق جديدة في العلاج النفسي، بالإضافة إلى صياغة أساليب تعليم وتعلم أكثر فاعلية تأخذ في الاعتبار كيف يمكن للمعلومات الغريبة أو غير التقليدية أن تعزز الاحتفاظ بالمعلومات وتسهيل عملية التعلم التراكمي.