نعى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية القائدين في كتائب القسام سيمر فندي وعزام الأقرع والذي اغتالتهم إسرائيل مساء يوم الثلاثاء في الضاحية الجنوبية في بيروت باستخدام طائرة مسيرة.
وأشار هنية إلى أن عملية اغتيال صالح العاروري وقادات القسام ما هي إلا إثبات على دموية ووحشية الاحتلال الإسرائيلي التي يمارسها على الشعب الفلسطيني في كل مكان، وهو عمل إرهابي مكتمل الأركان وانتهاك صارخ لسيادة لبنان.
وأكد أيضا القيادي إسماعيل هنية على أن الاحتلال لن يفلح في كسر وتفتيت صمود المقاومة الفلسطينية وإرادة الفلسطينيين ومقاومتهم الباسلة، ودماء العاروري وإخوانه من المجاهدين قد امتزجت مع دماء شهداء فلسطين ممن قضوا في معركة القدس والأقصى.
ووفقا لبيان وزارة الخارجية الإيرانية فإن سبب قيام إسرائيل باغتيال نائبه العاروري وقادات القسام هو فشل قيادة وجيش الاحتلال الصهيوني في التصدي للمقاومة وضعف إمكانات قدرته على المواجهة المباشرة والميدانية في غزة.
كما أدانت إيران هذا التحرك الذي وصفته بالعدوان وتحمل الكيان الصهيوني مسؤولية تداعيات هذا التصرف الطائش والأحمق الذي وصفته بأنه مغامرة جديدة ستقوم المقاومة بالرد عليه بالطريقة المناسبة.
وأكدت الخارجية الإيرانية أن هذا العدوان على بيروت هو انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية، ووجهت دعوة إلى الأمم المتحدة لتقوم برد عاجل ومؤثر يلزم إسرائيل الخطوط الحمراء.
صرح مستشار نتنياهو رئيس وزراء حكومة كيان الاحتلال، أن إسرائيل لا علاقة لها في تفجير بيروت أو استهدافها لقيادات حماس واغتيال العاروري وآخرين ممن كانوا معه خلال الانفجار في لبنان.
فيما أشارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية نقلا عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، أن إسرائيل هي من تقف خلف اغتيال صالح العاروري، في تصريح منه يكذب ما نقلته قناة وصحيفة MSNBC عن مستشار نتنياهو.
أما موقع أكسيوس فقد نقل معلومات من كبار المسؤولين الأمريكيين أن إسرائيل هي بالفعل من اغتالت العاروري، ولم تتلقى الولايات المتحدة بلاغا مسبقا بهذا الشأن، فيما نقل الموقع نفسه عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن إسرائيل أخطرت إدارة بايدة خلال وقت تنفيذ العملية ولكنها لم تحذر الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، هنأ سفير إسرائيل في الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي والشاباك والموساد وقوات الأمن على اغتيال صالح العاروري القيادي بحماس، فيما نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم أن عملية الاغتيال هذه هي عملية عالية الجودة، وسيكون الموت مصير كل قادة حماس.
بينما طالب نتنياهو وزراء حكومته بعدم التعليق على حادثة الاغتيال وفقا لما ذكره ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية، في وقت تم الإعلان فيه عن تأجيل اجتماع الكابينيت السياسي والأمني حتى الساعة 10 مساء بتوقيت القدس.
وأشارت مصادر لبنانية محلية إلى أن انفجارا كبيرا هز الضاحية الجنوبية في بيروت، والذي أدى بدوره إلى وفاة القيادي صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وكذلك اثنين من القياديين في كتائب القسام الفلسطينية.
كما أكدت حماس هذا النبأ ونشرت: “استشهاد قائد أركان المقاومة في الضفة وغزة ومهندس طوفان الأقصى القائد الوطني الكبير الشيخ القسامي صالح العاروري.”
وكانت ضاحية بيروت الجنوبية، المقر الرئيسي لكتائب حزب الله اللبناني، قد شهدت انفجارا هائلا مساء الثلاثاء، أسفر عن وفاة القيادي الفلسطيني البارز صالح العاروري وإصابة عدد آخر من المدنيين.
كما سخرت قيادة جيش الاحتلال من المقاومة بقولها أنها باتت تنتظر الآن ردين من المقاومة، الأول من حماس والثاني من حزب الله، لأن الهجوم كان مزدوجا، فقد جرى في المنطقة العسكرية لحزب الله واستهدف قيادات حماس الذي انتهى بنجاح عمليتهم.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة الانفجار العنيف، الذي أحدث دمارا كبيرا في المنطقة، وألقى بالنيران والدخان في السماء.
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد بدأ في شن حملة اغتيالات كبيرة لقيادات المقاومة الإسلامية والفلسطينية، بدأت منذ أواخر العام 2023 مع اغتيال الجنرال رضي موسوي الإيراني وتستمر اليوم مع اغتيال العاروري.