في خطوة أثارت تفاعلا كبيرا في أوساط الكويت عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أصدر قطاع الإفتاء التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت، فتوى رسمية تحدد موقفها من استخدام بصمة اليد أو الوجه الخاصة بالمتوفين للوصول إلى أجهزتهم النقالة.
هذه الفتوى جاءت كرد على سؤال وُجه إلى القطاع من قبل إدارة شؤون الجنائز التابعة لبلدية الكويت، وأفادت بأنه لا يجزئ استعمال بصمات المتوفى، سواء كانت يده أو وجهه، لغرض الاطلاع على محتوى هاتفه الشخصي نظرا إلى احتمالية احتوائه على معلومات تتعلق بخصوصيته وحرمته.
وأكدت الفتوى على أن مثل هذه الإجراءات يجب أن تجري تحت نظر القضاء أو الأجهزة الأمنية المعنية إذا اقتضت الضرورة.
ولاقت وثيقة الفتوى رواجا في وسائل الإعلام الكويتية المحلية وتم نشرها في العديد من المنصات، مولدة بذلك موجة من الآراء المتضاربة بين المتابعين، وتنوعت الآراء ما بين مؤيد لحماية الخصوصية ومنتقد يرى في الإجراء ضرورة لكشف معلومات قد تكون مهمة بالنسبة للأسرة.
من الجانب العلمي، تناولت مواقع مثل How Stuff Works و Live Science هذا الموضوع موضحة أن البصمات تفقد قدرتها على توصيل الشحنات الكهربائية عقب الوفاة، مما يحول دون استخدامها في فتح الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية.
ولما تزول الكهرباء من الجسم، فإن البصمات لن تظل قادرة على إثارة استجابة من ماسح البصمات، ما يعيق الوصول لمحتوى الهاتف عبر هذه الطريقة.
وعلى الرغم من ذلك، تظل القضية محور نقاش ساخن بين الفقه الإسلامي والتقنيات الحديثة، مع تأكيد الفتوى على أهمية مراعاة حرمة المتوفي وخصوصية حياته حتى بعد وفاته.