في تطور تاريخي، شهدنا اليوم انسحابا كاملا لجيش العدو الإسرائيلي من مناطق شمال وغرب قطاع غزة، وهي الخطوة الأولى من نوعها منذ بداية الحرب الأخيرة في 7 أكتوبر.
يعد هذا الانسحاب تطورا هاما في سياق الأزمة الإنسانية الطاحنة التي شهدها قطاع غزة منذ أكثر من 100 يوم.
تمثل هذه الخطوة خطوة نحو بناء جسور الهدنة بين الطرفين، وتعزز الآمال في عودة الهدوء والاستقرار في المنطقة.
كما يشير الانسحاب الإسرائيلي إلى إرادة للتفاهم والحوار، وقد يكون بمثابة بداية لمفاوضات تهدف إلى التوصل إلى حل دائم للصراع.
تعتبر هذه الخطوة إشارة إيجابية قوية، حيث يأمل الكثيرون أن يكون لها تأثير إيجابي على العلاقات بين الطرفين وأن تفتح الأبواب أمام مفاوضات جادة لتحقيق السلام المستدام.
ويأتي هذا الانسحاب بعد أيام من صدور قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي في سويسرا التي فرضت على كيان الاحتلال الإسرائيلي القيام بإجراءات فورية لوقف القتل الجائر والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة.
وبدأ أهالي غزة بالعودة إلى منازلهم بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من أحيائهم رغم الدمار الكبير الذي حل بها، ووثق بعض الناشطون مقاطع فيديو مسجلة توثق عودة الأهالي إلى شمالي القطاع.
استعرضت رئيسة المحكمة، خلال جلسة 26 يناير 2024، تفاصيل القضية والجرائم الإسرائيلية التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين، والمشاكل الصحية والطبية التي يعاني منها السكان في غزة.
وأشارت أيضا إلى أن الحرب على غزة تسببت بوفاة أكثر من 25 ألف مدني وجرح عشرات الآلاف الآخرين، بالمقابل تسببت حماس بوفاة المئات من المستوطنين وتهجير مئات الآلاف من منازلهم في المستوطنات.
وبناء على ما سبق قررت محكمة العدل الدولية ما يلي:
وأشارت إدارة المحكمة إلى أنها أخدت بالاعتبار تصريحات مسؤولين إسرائيليين بشأن رفع صفة الإنسانية عن الفلسطينيين، وكذلك قلق مسؤولين حقوقيين مستقلين من خطاب الكراهية الإسرائيلي، مؤكدة أن المحكمة يساورها قلق بالغ إزاء استمرار الخسائر في الأرواح في غزة.
بهذه القرارات الأولية، فإن إسرائيل تتلقى الصفعة الثانية، وهي عدم رفض الدعوى القضائية التي تقدمت بها جنوب إفريقيا، ويكون الفلسطينيين قد استعادوا حقهم في الدفاع عن أنفسهم وحقهم في الحياة والحرية والعيش الكريم وفقا لتصريحات محكمة العدل الدولية.
نأمل أن ينتهي الصراع ويعود الهدوء والاستقرار إلى الفلسطينيين، لأن الوضع الذي يعانون منه كارثي للغاية، والبرد القارس يعتريهم في ظل خسارتهم لمنازلهم وأحياءهم بعد 4 أشهر من الصراع المستمر.