أعلنت الممثلة التركية يلدز جاغري عتيقسوي والتي تؤدي دور مالهون زوجة السيد عثمان في مسلسل المؤسس عثمان، عن انفصالها عن المسلسل خلال الحلقات القادمة.
ويعود سبب انفصال يلدز جاغري عن مسلسل المؤسس عثمان إلى دخولها في مرحلة متقدمة من الحمل، وعمليات التصوير تتسبب بإجهادها وتعبها وخاصة تزامن أعمال تصوير الحلقات الجارية مع فصل الشتاء البارد.
وحول تعويض مكان مالهون في المسلسل، كشفت المصادر أن الفنانة التركية المشهورة “توبا بويوكستون” ستحل مكان الفنانة يلدز جاغري وستكون زوجة عثمان خلال الحلقات القادمة.
وكان مسلسل المؤسس عثمان قد وصل إلى الموسم الخامس بحلقته 146 والتي تم عرضها الأربعاء الماضي 31 يناير 2024، وقامت مالهون بدور هام في الحلقة الماضية، إذ دافعت مع بالا زوجة عثمان الأولى والمحاربين عن مدينة يني شهير ضد هجوم المغول بقيادة الأمير كورجلو خان.
وكانت يلدز جاغري قد انضمت إلى مسلسل المؤسس عثمان منذ الموسم الثاني في 2021 لتأخذ خلال حلقات متقدمة من الموسم دور زوجة عثمان بوصية من أبيه أرطغرل، واستمرت في أداء دورها حتى الموسم الخامس الحالي.
ومن المتوقع استمرار عرض الموسم الخامس من مسلسل المؤسس عثمان حتى الحلقة 165، إذ أعلنت شركة بوزداغ المنتجة للمسلسل عن نيتها إنهاء هذه السلسلة في الموسم الخامس.
ولكن توجد بعض الشائعات التي تم الترويج لها مؤخرا تتحدث عن وجود موسم سادس من مسلسل المؤسس عثمان، الذي بدأ تأسيس دولته حديثا بعد عرض 13 حلقة من الموسم الحالي، وبالتالي لم يتبقى سوى 22 حلقة ليتم عرض تفاصيل تأسيس دولة عثمان، وبرأي الجمهور فإنها لن تكون كافية.
قبيلة الكايي (أو القايي) هي إحدى أعظم القبائل الـ24 التي تنتمي لشعوب الأوغوز التركية، وهي إحدى الفروع التابعة لاتحاد بوزوق القبلي. وكلمة كايي تعني (الشخص الذي لديه القوة والسلطة)، ورمزها طائر السنقر الذي يعتبر أضخم أنواع الصقور.
جاءت قبيلة الكايي مع السلاجقة في القرن الـ11 إلى الأناضول قادمين من آسيا الوسطى، واستقر بعض أفراد ومجموعات قبيلة الكايي في منطقة البلقان في القرن الـ14.
يكتنف الحياة السياسية المبكرة لهذه العشيرة الكثير من الغموض، وهي أقرب إلى الأساطير منها إلى الحقائق، وكل ما يُعرف عنها أنها وصلت إلى أعالي الجزيرة بين دجلة والفرات في عهد زعيمها كندز آلب، وسكنت في المراعي المجاورة لمدينة اخلاط في منطقة الأناضول الشرقية، ثم توفي كندز آلب في العام التالي لنزوح عشيرته إلى حوض دجلة، ليترأس القبيلة ابنه سليمان شاه، ومن بعده حفيده أرطغرل، وما تزال أحجار وقبور الكثير من الأجداد من بني عثمان من قبيلة الكايي متواجدة في تلك المنطقة.
هاجر أرطغرل مع عشيرته لاحقا إلى مدينة إرزينجان، وكانت مسرحا للقتال بين سلاجقة الروم والخوارزميين، فالتحق بخدمة الأمير علاء الدين سلطان قونية، التي تعد الإمارة السلجوقية الرئيسية للدولة، والتي تأسست عقب انحلال الدولة السلجوقية العظمى.
ووفقا للمعلومات التاريخية فقد تركت قبيلة الكايي منطقة أخلاط حوالي سنة 1229 م تحت ضغط الأحداث العسكرية التي شهدتها المنطقة، وبفعل الحروب التي أثارها السلطان جلال الدين الخوارزمي، لتهاجر إلى حوض دجلة.
وبدأ أفراد قبيلة الكايي بالنزوح والهجرة من الشرق إلى الغرب كغيرهم من قبائل الأوغوز التركية الأخرى في زمن السلاجقة، حتى وصلوا إلى الأناضول وتحديدا إلى المناطق الغربية منها، وأسس السيد عثمان هناك الدولة العثمانية في الأناضول (آسيا الصغرى).
في تركيا الحالية، تُعتبر محافظة بيله جك (بيلاجيك) هي مركز قبيلة الكايى، وترجع أصول سلالة العثمانيين الذين كانوا حكام الدولة العثمانية والخلافة العثمانية إلى هذه القبيلة نفسها.
تميزت قبيلة الكايي وعلى الرغم من صغر حجمها ووقوعها غرب الأناضول بأنها كانت بعيدة عن مناطق الغزو المغولي، ومناطق النفوذ للإمارات التركمانية القوية الواقعة جنوب الأناضول والجنوب الغربي، إضافة إلى وقوعها بالقرب من الطريق التجاري الذي يربط المناطق البيزنطية في الغرب بالمناطق المغولية في الشرق.
وهذا ما جعل قبيلة الكايي الإمارة الوحيدة التي تواجه نفوذ البيزنطيين مباشرة والتي لم يقم البيزنطيون بمهاجمتها لصغرها وضعفها آنذاك، وهذا ما جعلها مركزا لكثير من التركمان الراغبين في الغزو والجهاد، إضافة إلى الدراويش والمزارعين الذين فروا من بطش المغول.
استطاعت إمارة الكايي أن تحافظ على وحدتها رغم الصعوبات والخلافات الداخلية التي واجهتها، ولكن انتقال السيادة والسلطة إلى وريث واحد وهو الغازي عثمان، سمح بالحفاظ على وحدة الصف في القبيلة مقارنة ببقية القبائل والإمارات الأخرى التي شهدت عكس ذلك.
استشهادا بالمعلومات التاريخية المثيرة للاهتمام، يشير الخبراء إلى وجود تناقضات واضحة في مسلسل “المؤسس عثمان”. يبدو أن مبتكري المسلسل قد ارتكبوا أخطاء في التواريخ وأعمار الشخصيات الرئيسية.
فقد توفي أرطغرل في عام 1281 ميلاديًا وعن عمر يناهز 93 عامًا، بينما كان عثمان في سن 21 في ذلك الوقت. ومع ذلك، في المسلسل، كان أرطغرل على قيد الحياة بينما كان عثمان قد بلغ عمر الـ23، وهو أمر غير ممكن بالطبع. وتشير المعلومات التاريخية إلى أن أرطغرل توجه قبل وفاته إلى قونية، وبحسب أحداث المسلسل، كان عمره حوالي 85 عاما، ولكن وفقًا للسجلات التاريخية كان أكبر سنا.
هناك أيضاً تضارب زمني آخر يتعلق بلقاء عثمان ببالا خاتون. ففي المسلس، حدث هذا عندما بلغ عثمان سن 23 عاماً، لكن في الحقيقة تزوج عثمان منها عندما كان عمره 19 عاماً. وكان والدها أديب علي من رفاق أرطغرل وكانوا مقربين جدا، لذا من غير المرجح أن يكون عثمان لم يلتق بالفتاة من قبل.
ومن المعروف أن وريث أرطغرل أصبح حاكما في سن 17 عاما في عام 1277 ميلادياً. العديد من البيليكات التي ذُكرت في المسلسل لم تكن موجودة في بداية حكمه، فالدول الصغيرة التي كانت موجودة في تلك الفترة كانت: أرتوقيد، تشوبان أوغلاري، كارامانيد، إينانج أوغلاري، منتيشه، برفانيه، وصاحب أتاغولاري.
هذه التناقضات الزمنية قد أثارت استغراب الجمهور، حيث يحاول المسلسل أن يقدم صورة مثالية للتاريخ، لكن التفاصيل التاريخية الصحيحة تكون أكثر تعقيدا وواقعية.
في خطوة غير مسبوقة لإعداد مسلسل “المؤسس عثمان”، خضعت فرق العمل والممثلون لتدريبات مكثفة لمدة تسعة أشهر قبل بدء التصوير، حيث تلقى الممثلون دروساً في ركوب الخيول وفنون السيوف، وتدربوا على استخدام الأسلحة القديمة وركوب الخيل. تجربة تدريبية شملت الصيد وفنون الحرب في المناطق الجبلية والغابات، حيث بنوا ملاجئهم وبحثوا عن الماء وطهوا طعامهم.
تعتبر المساحة التصويرية فريدة من نوعها بتقسيمها إلى قوى صديقة وأعداء خلال التدريبات.
تم بناء 300 قطعة أرضية لموقع “كايي”، بما فيها المعسكرات البيزنطية، وبحيرة صناعية، ومدن ومواقع لقبائل التركمان.
تم صنع 103 خيمة بأيدي بشرية من قماش قوي ومرن خلال عام واحد، وتم استيرادها من تركمانستان.
استخدم في بناء الديكورات 250 ألف متر من الصفائح المعدنية، 1000 متر مكعب من الخشب، 500 متر مكعب من البوليسترين الرغوي، 300 طن من الصخور الفلزية، و15 طن من الدهان والمذيبات.
صُنعت 120 زياً للشخصيات الرئيسية باستخدام 50 ألف متر من الأقمشة العتيقة المستعملة.
استغرقت عملية صنع الأسلحة ستة أشهر، حيث صنع فريق فني مكون من 150 شخص آلاف من السيوف والدروع والخناجر والرماح وأسلحة القوس والأثاث القديم وأدوات الحياة اليومية والإكسسوارات.
شراء 70 حصاناً وبناء مربط لتصوير المشاهد التي ستتضمن أيضاً مشاهد بعض الحيوانات مثل الماعز والأغنام والطيور والثعابين والفئران والعقارب.
بالإضافة إلى 40 ممثلاً للأدوار الرئيسية، سيشارك 150 ممثلاً آخرين في الأدوار الثانوية و5000 شخص كـ”كومبارس”، بالإضافة إلى فريق تصوير يضم 400 شخص.
مخرج المسلسل محمد بوزداغ كتب في حسابه على إنستغرام: “تاريخ عثمان مرتبط بسلسلة من الأحداث – لولا نجاحات عثمان غازي، لما سيطر السلطان محمد الفاتح على إسطنبول ولم يقود بارباروسا السفن، لذا: تاريخ عثمان هو تاريخ لنا جميعاً. نحن جميعاً عثمانيون”.