أدت الشائعات التي أفادت بتعرض شركة ألاميدا للأبحاث لتعسر مالي، إلى قيام المستخدمين بسحب عملاتهم من منصة FTT الرقمية وبشكل جماعي. حيث انخفض سعر عملة FTT الرقمية الخاص بشركة FTX، إلى أدنى مستوى له منذ بدايات العام 2021.
وتشهد شركة FTX للعملات الرقمية الرائدة في السوق، موجة تدفق قياسية لعملاتها الرقمية خارج المنصة، خاصة مع تزايد المخاوف من مشاكل التمويل والسيولة المالية للشركة. وتقول الشائعات أن عملة FTT المرتبطة بالشركة المذكورة، قد تواجه اختناقات مالية بشكل مفاجئ وكبير، لتسبب بذلك انخفاضا في سعر العملة إلى أدنى المستويات عند 8.5 دولارا تقريبا.
وتفيد التقارير بأن شركة FTX تكافح بكل قوتها جاهدة لتخفيف عمليات سحب عملتها الرقمية، حيث تشير البيانات المرتبطة بشبكة العملة الرقمية، أن الشبكة لم تجري أي عملية معالجة للسحوبات لمدة تجاوزت الساعتين.
سجلت عملة FTT الرقمية انخفاضا كبيرا جدا خلال الساعات الـ24 الماضية، حيث انخفضت بأكثر من 60% وفق البيانات المرتبطة بشركة FTX، لتصل إلى أدنى مستوى لها على مر سنوات مضت، مسجلة 8.5 دولار في وقت مبكر من صباح اليوم.
وتعتبر نسبة الانخفاض في الواقع أكثر من 90% بقيمتها الحالية عند 8.5 دولار، مقارنة مع أعلى مستوى لها في السوق الصاعدة التي سجلت 84.18 دولار، والذي كانت قد سجلته في 9 سبتمبر 2021.
ويعود السبب وراء عمليات السحب، إلى فقدان الثقة بشركة FTX وبورصتها بشكل حاد. فمنذ 5 نوفمبر الجاري وحتى اليوم، تشير الإحصاءات على بورصة FTX، إلى أن المستخدمين قد قاموا بسحب كميات كبيرة من الأموال من البورصة، الأمر الذي ينذر بيسناريو إفلاس قريب للبورصة وما يرتبط بها.
وتشير بيانات منصة Santiment، إلى انخفاض أرصدة محافظ FTX من عملة الإيثيريوم، بأكثر من 90% في ظل الموقف الحالي للشركة. كما تسجل بقية العملات الرقمية انخفاضا في أرصدتها، وفق ما أشارت إليه البيانات الصادرة عن منصة CryptoQuant، التي تشير إلى وصول احتياطيات البورصة إلى أدنى مستوى سنوي لها عند 51 مليون دولار، مسجلة نسبة انخفاض 93% خلال الأسبوعين الماضيين.
أثارت ميزانية مسربة عن شركة ألاماندا للأبحاث، مخاوف بشأن الحالة المالية لشركة FTX للتداول والتي تعتبر تابعة لها. وتكشف وثيقة الميزانية العامة تلك، أن ألاميدا تملك أكثر من 14.6 مليار دولار من العملات الرقمية كرصيد لها، مقابل وجود 7.4 مليار دولار من الالتزامات المتوجب على الشركة دفعها.
ويؤكد بانكمان فريد، مؤسس كل من ألاماندا وFTX، أن كلا الشركتين منفصلتين ولا علاقة لهما ببعض، لكن منذ نشأتهما وإلى الآن تواجه كلا الشركتين تكهنات من المتداولين ومتابعي سوق العملات الرقمية والبورصة، ويرون أنهما عبارة عن وجهان لعملة واحدة.
وتنبع كل تلك المخاوف في السوق التي أدت لانهيارات كبيرة وغير متوقعة، إلى أن شركة ألاميدا اليوم تقوم باستخدام السيولة المالية لشركة FTX ضمن استراتيجيات التداول الخاصة بها. ويبدو للمتداولين أن سيولة ألاماندا قد نفدت، الأمر الذي أقلق الجميع من عدم امتلاك شركة FTX السيولة الكافية لتقوم بتغطية كافة سحوبات المستثمرين لديها من عملة FTT الرقمية.