انتشرت العديد من الأخبار حول انخفاض أسعار العملات الرقمية على منصة بينانس الأمريكية Binance.US.
وقد تحدث مجتمع العملات الرقمية عن هذه الظاهرة بالعديد من الفرضيات المختلفة، حيث تكون أسعار العملات الرقمية على منصة بينانس الأمريكية Binance US، أقل من سعرها على منصة بينانس العالمية وغيرها من منصات التداول.
كما أشاد العديد من المستخدمين على تويتر، بانخفاض الأسعار الملحوظ وخصوصا عملة USDT المستقرة التي انهار سعرها وفكت ارتباطها بالدولار لتصل إلى سعر 0.889 دولار على منصة Binance US.
لنوضح الأساب وراء هذا الانخفاض في السعر، يجب أن نوضح أولاً مفهوم الـ Slippage أو انزلاق الأسعار، وهو مصطلح يستخدم لوصف الفرق بين سعر التنفيذ وسعر الطلب في التداول.
على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في شراء الإيثيريوم بسعر 3000 دولار، ولكن عندما تضغط على زر الشراء، تجد أن سعر تنفيذ الطلب هو 3010 دولار، فإن الـ Slippage هنا هو 10 دولار.
هذا يحدث لأن السوق متغير باستمرار، وقد يتغير العرض والطلب بسرعة قبل أن يتم تأكيد صفقتك.
ولكن الـ Slippage ليس دائما سلبيا، فقد يكون لصالحك أحيانا. وعلى سبيل المثال، إذا كنت ترغب في بيع الإيثيريوم بسعر 3000 دولار، ولكن عندما تضغط على زر البيع، تجد أن سعر تنفيذ الطلب هو 3010 دولار، فإن الـ Slippage هو 10 دولار لصالحك. هذا يعني أنك حصلت على سعر أفضل مما كنت تتوقعه.
بالإضافة إلى ذلك فإن الـ Slippage يتأثر بحجم التداول والسيولة في السوق. كلما كان حجم التداول أكبر، كان احتمال حدوث Slippage أكبر.
وكلما كانت السيولة أقل، كان احتمال حدوث الـ Slippage أكبر، والسبب في ذلك هو أنه قد لا يكون هناك مشترون أو بائعون كافون لتلبية طلباتك بالسعر المطلوب.
منصة بينانس الأمريكية (Binance.US)، هي منصة تداول مستقلة عن بينانس العالمية، حيث تخضع لإطار قانوني صارم في الولايات المتحدة، مما يتطلب منها اتخاذ إجراءات احترافية لضمان شفافية وأمان التداول.
هذه الإجراءات تشمل قوانين ” اعرف عميلك ” (KYC) و ” مكافحة غسيل الأموال ” (AML)، التي تهدف إلى منع التزوير والغش والجرائم المالية.
كما أن منصة بينانس الأمريكية، تستهدف المستثمرين والتجار الذين يقدرون الامتثال التنظيمي والوضوح في السوق. وهذا يجعلها تجذب سيولة عالية من مصادر مختلفة، مثل المؤسسات والأفراد.
والسيولة العالية تعني أن هناك الكثير من العروض والطلبات في السوق، مما يقلل من الـ Slippage ويضيق فجوة الأسعار.
أما من ناحية أخرى، فإن منصة بينانس الأمريكية تعمل في أسواق مختلفة حول العالم، مع قوانين وقيود مختلفة عن منصة بينانس العالمية التي توفر مجموعة أوسع من العملات الرقمية والمنتجات المالية.
بسبب هذه الاختلافات، قد تظهر فجوات في الأسعار بين منصة بينانس الأمريكية ومنصة بينانس العالمية.
هذه الفجوات يمكن أن تكون فرصة للمتداولين للاستفادة من المراجحة وفروق الأسعار، وهي عملية شراء عملة في سوق بسعر منخفض، وبيعه في سوق آخر بسعر أعلى.
ولكن هذه العملية تساهم في رفع كفاءة السوق، حيث تدفع الأسعار إلى التقارب بين المنصات.
يوجد العديد من الأسباب المحتملة والتي قد تؤدي إلى حدوث هذا الفارق الكبير في الأسعار ومن أهمها:
تتنافس منصات التداول الرقمية فيما بينها لجذب المستخدمين وزيادة حصتهم في السوق. ولهذه الغاية، فإنها تستخدم استراتيجيات مختلفة، مثل تقديم رسوم منخفضة أو حوافز ترويجية أو خصائص فريدة.
هذه العوامل قد تؤثر على قرارات المتداولين حول أي منصة يختارونها لإجراء صفقاتهم، مما يؤثر بدوره على حركة رأس المال والأسعار.
أزواج التداول هي مجموعات من العملات الرقمية التي يمكن تداولها مقابل بعضها البعض على منصة معينة.
كل منصة لديها مجموعتها الخاصة من أزواج التداول، والتي تحدد نطاق الخيارات المتاحة للمتداولين. كلما كان هناك المزيد من أزواج التداول، كان هناك المزيد من السيولة والحجم والثبات في السوق.
منصة بينانس الأمريكية، هي منصة مقرها في الولايات المتحدة، وبالتالي فهي مطالبة بالامتثال للقوانين واللوائح المحلية. وهذا يعني أنه قد لا يكون لديها نفس حرية اختيار أزواج التداول كغيرها من المنصات العالمية، مثل بينانس العالمية.
قد يؤدي هذا إلى انخفاض الطلب على بعض العملات الرقمية على منصة بينانس الأمريكية، مما يؤدي إلى انخفاض أسعارها.