انهارت واحدة من أكبر منصات تداول العملات الرقمية في العالم ” FTX” مع عملتها الرقمية FTT، مما أدى إلى انهيار آخر في سوق العملات الرقمية أدى إلى وصول سعر البيتكوين إلى ما دون 16 ألف دولار.
ولكن دعونا نراجع الأحداث ونشاهد ما جرى بتسلسل زمني وكيف تطور الأمر وما هي تأثيرات ذلك على سوق العملات الرقمية ككل.
نشرت منصة ” CoinDesk”، في 2 أكتوبر، تقريرا عن الأصول التي تملكها شركة ” Alameda Research” في ميزانيتها العمومية، حيث تبين أنها تملك 6 مليار دولار من إجمالي ميزانيتها البالغة 14.6 مليار دولار في عملتي FTT وسولانا (SOL)، وكانت من بينها 3.66 مليار دولار من عملة FTT غير مقفلة (أي قابلة للبيع في أي لحظة) بالإضافة إلى 2.16 مليار دولار من نفس العملة ولكنها كضمان.
ويشار إلى أن كلا من شركة FTX وشركة Alameda Research مملكتان من قبل سام بانكمان فريد (أي يعودان لنفس الشخص).
وبالتالي، فإن معظم ما تمتلكه شركة Alameda Research من الأموال هو على شكل عملة رقمية تابعة لمنصة FTX، والتي يتم إنتاجها عن طريق المنصة بشكل مركزي وتتم المحافظة على سعرها عبر نظام إعادة شراء العملة وحرقها.
وتكبدت شركة Alameda Research، في الفترة من مايو إلى يونيو 2022، خسائر فادحة في العديد من الصفقات، بما في عندما قدمت قرضا للشركة التي أعلنت إفلاسها Voyager Digital.
ووفقا لتغريدة من حساب ” Coinmetrics” عبر موقع تويتر، فإن شركة Alameda Research كانت مفلسة في الربع الثاني من هذا العام مع العديد من شركات العملات الرقمية الأخرى مثل شركة 3AC، ولكن التمويل من منصة FTX ساعدها في إخفاء ذلك والبقاء واقفة على قدميها.
ولإنقاذ الشركة، قام سام بانكمان فريد بتحويل ما لا يقل عن 4 مليارات دولار من صناديقFTX ، من أموال المستخدمين، حيث تم تأمينها بواسطة عملة FTT وأسهم شركة .Robinhood Markets Inc
وفي 6 نوفمبر أعلن مؤسس منصة بينانس الملقب بـ”CZ” عن عزمه التخلص (بيع) كل ما تملكه المنصة من عملة FTT، حيث أدى ذلك إلى انخفاض سعر العملة من 24 دولارا إلى 22 دولارا.
وفي نفس الوقت أعلنت شركة Alameda Research عن استعدادها لإعادة شراء جميع عملات FTT بسعر 22 دولارًا. ومع ذلك، فإن ذلك لم يمنع شركتي FTX وAlameda من خسارة مليار دولار في يومين فقط.
وظهرت شائعات، في 8 نوفمبر، تشير إلى أن منصة FTX باعت ما قيمته 100 مليون دولار من العملات الرقمية، بما في ذلك عملة BIT، والتي كانت مهمتها تجديد السيولة.
وتسبب هذا في حالة من الذعر في السوق، حيث انخفض سعر FTT من 22 دولارًا إلى 5 دولارات، وبلغ الحد الأدنى للسعر 2.5 دولارًا. واستمر الذعر في التصاعد بعد التقارير التي تفيد بأن سام بانكمان فريد قد أرسل خطابًا داخليًا إلى موظفي الشركة يفيد بسحب 6 مليارات دولار من الميزانية العمومية لشركة FTX على مدار الأيام الثلاثة الماضية، مما يعني أن الوضع المالي لشركة FTX كان أسوأ بكثير مما كان متوقعًا.
وفقا لبيانات ” Huobi Research”، قد يكون انهيار FTX أكثر مأساوية لسوق العملات الرقمية من انهيار نظام لونا البيئي و3AC، وتم نشر قائمة بالشركات التي يمكن أن تعاني في المقام الأول والتي استثمرت بشكل مباشر في FTX و Alameda ، والمؤسسات التي دخلت FTX في شراكة معها.
والجدير بالذكر أن منصة FTX تعتبر واحدة من أكبر منصات تداول العملات الرقمية في العالم، لذلك فإن انهيارها لابد أن يكون له تأثير كارثي على سوق سوق العملات الرقمية ككل.
انهار سعر العملة الرقمية الأم (البيتكوين) في 8-9 نوفمبر إلى مستويات لم يكن من الموتقع أن يصل إليها، حيث وصل إلى 15877 دولار، وتوقع خبراء بنك JPMorgan أن يصل سعر البيتكوين إلى 13 ألف دولار.
وكما كان متوقع، فإن سعر عملة الإيثيريوم أيضا انهار لمستويات قياسية، حيث وصل إلى 1099 دولار في يوم 9 نوفمبر وكان سعر الافتتاح في 8 نوفمبر 1568 دولار.
وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، تدين منصة Alameda بمبلغ 10 مليارات دولار لشركة FTX (جزء من هذه الأموال تعود إلى أموال المستخدمين)، ويشار إلى أن مؤسس منصة FTX أعلن في وقت سابق أنه لا يتم استثمار أموال المستخدمين حتى في أصول آمنة، بما في ذلك سندات الحكومة الأمريكية.
وأعلنت وكالة “رويترز” أن منصة FTX تخطط لجمع التبرعات الأسبوع المقبل.
وفي يوم 8 نوفمبر أعلنت منصة بينانس عن إمكانية الاستحواذ على منصة FTX، مما أدى إلى تهدئة السوق لفترة من الوقت. ومع ذلك، أعلنت المنصة في 10 نوفمبر التخلي عن ذلك معللة قرارها بأن المنصة المنكوبة (FTX) أساءت استخدام أموال المستخدمين بالإضافة إلى بدء التحقيق من قبل السلطات الأمريكية.
وفي الوقت نفسه، أعلن مؤسس شبكة ترون، جاستن صن، عزمه على المساعدة، بالإضافة إلى ذلك تفاوض سام بانكمان فريد مع منصات أخرى مثل OKX و Kraken.
ودارت شائعات حول تقديم مساعدة من شركة تيثر (القائمة على عملة USDT الرقمية المستقرة)، ولكن الرئيس التنفيذي نفاها فيما بعد وأعلن أنه لا يوجد خطط للاستثمار أو اقراض الأموال لشركة FTX.
كما أعلنت جزر البهاما تجميد أصول FTX بناء على طلب السلطات.
وأعلنت منصة BlockFi إيقاف عمليات السحب والإيداع بسبب عدم اليقين في السوق وخاصة حول كارثة FTX و Alameda.
ووفقا لوكالة “بلومبيرغ” بدأت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية تحقيقا مع سام بانكمان فريد لتحديد ما إذا كان قد انتهك قواعد الأوراق المالية.
وفي نفس الوقت، تشير البيانات الأخيرة إلى أن منصة FTX استأنفت عمليات السحب، ولكن بوتيرة أقل من المعتاد، حيث يتم إجراء من 2 إلى 3 معاملات سحب في الدقيقة.
وفي 11.112022 أعلنت منصة FTX أنها بدأت إجراءات الإفلاس وذلك عبر رفعها لقضية بموجب الفصل 11 من قانون الولايات المتحدة الأمريكية، ويأتي ذلك على أعقاب أحداث الانهيار الجارية وعدم قدرتها على سداد أموال المستثمرين.
وفي النهاية، هل مازالت الكارثة في بدايتها وهل سينهار سوق العملات الرقمية أكثر من ذلك، أم أنه امتص الصدمة وتم فتح صفحة جديدة لمشوار ارتفاع طال انتظاره؟