ضجت وسائل الإعلام العالمية برسائل التهديد والترقب التي بثتها فصائل حزب الله حول الهدهد والترقب لما سيقوم به هذا الطائر في إشارة للقيام بعمل عسكري سري ضد إسرائيل وداعميها في منطقة الشرق الأوسط.
وبالفعل وبعد ساعات من البث الترويجي لحملة “ترقبوا لما عاد به الهدهد”، قامت قيادة حزب الله في لبنان بنشر مادة مرئية تكشف قيام الحزب بعمل تجسسي على المناطق العسكرية والاقتصادية في حيفا المحتلة خلال الأيام الأخيرة.
تشير مقاطع الفيديو التي نشرها حزب الله إلى وصول طائراته التجسسية إلى العمق الإسرائيلي وتصوير مناطق حساسة للغاية تضم مصانع لأنظمة الدفاع الجوي تشمل القبة الحديدية ومقلاع داوود التي تشرف عليها شركة رفائيل.
كما صورت الطائرات كامل البنية التحتية لمجمع الصناعات العسكرية لشركة رفائيل، أظهرت أماكن تصنيع ومخازن السلاح، وكذلك حددت تموضع منظومات القبة الحديدية والسفن والغواصات الحربية المتواجدة في ميناء حيفا.
والمشاهد التي بثها لم تكن مجرد صور ملتقطة بل كانت بثا حيا لفيديو متكامل ومستمر لعدة دقائق داخل حيفا، استطاعت طائرة تجسسية القيام بتصويرها والعودة إلى قاعدتها التابعة لحزب الله بشكل ناجح دون أن يتم كشفها.
هذا الإنجاز الذي قامت به كتائب حزب الله يسقط الهيبة العسكرية لإسرائيل ويضعها محط ضعف واضح، خصوصا فيما يتعلق بأنظمة الدفاع والردع والرصد التي أظهرت فشلا واضحا في رصد طائرة استطلاع واحدة، والتي استطاعت أن تجمع معلومات خطيرة تهدد أمن إسرائيل.
وأصبح الآن لحزب الله ،بسبب هذا الهدهد ويرمز عنه لطائرة تجسسية، بنك أهداف كبير جدا يشمل مصانع عسكرية وبوارج وسفن وغواصات حربية، وكذلك مخازن للنفط والمواد الكيميائية ومحطة حيفا الكهربائية، إضافة إلى مخازن السلاح وأنظمة الدفاع الجوي وغيرها من الأهداف الاستراتيجية الأخرى.
وبسبب هذه التطورات الخطيرة للغاية، فبات الموقف الإسرائيلي في المفاوضات بشأن الهدنة في غزة أكثر حساسية من قبل، ففي حال تعنتهم وعدم إيقاف الحرب على غزة، فإنه من المؤكد أن حزب الله لن يتردد في قصف بنك الأهداف الجديد الاستراتيجي في حيفا وغيرها من مستوطنات الشمال.
ولمن يتساءل عن الخسائر الإسرائيلية المتوقعة، فإن حزب الله اللبناني بات يهدد من خلال معلوماته الجديدة قرابة نصف الاقتصاد الإسرائيلي وأكثر من 500 ألف مستوطن في مناطق الشمال، إضافة إلى خسارة استراتيجية عسكرية في المنطقة بعد كشف تموضع القوات والقواعد لأحد أهم شركات الصناعات الحربية، وهذا ما يضع إسرائيل على المحك.
أما حول بعض الأشخاص أو الصفحات التي تقول أنه بفتح خرائط Google Earth فإنه يمكن الحصول على خريطة واضحة لميناء حيفا تظهر تفاصيل الأبنية وحركة السفن وغيرها من التفاصيل الخاصة بالمكان، وعلى الرغم من ذلك فإن المناطق العسكرية غالبا ما يتم حجبها من هذه الخرائط وعدم إظهار التفاصيل الحقيقية للمكان.
وما يثبت خطورة الأمر هو تصريحات وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تلقت الخبر بصدمة كبيرة، حتى أنهم لم يصدقوا أن حزب الله تمكن من القيام بمثل هذه العملية على الرغم من التطورات العسكرية الإسرائيلية الأمنية، والتي ثبت فشلها اليوم بعد عودة الهدهد بنعش إبليس لا بعرش بلقيس.