أحداث الحياة لا تخلو من لحظات تجعل القلب يتوقف عن النبض، ويظل العقل يستعرض شريط الأحداث بكل تفاصيلها المرعبة مرات ومرات.
سيدني توماس، الشابة البالغة من العمر 26 عاما، عاشت واحدة من تلك اللحظات التي تبقى عالقة في الذهن إلى الأبد، لحظة كادت فيها أن تفارق الحياة وهي معلقة بين السماء والماء وملك الموت ينتظر قبض روحها.
في رحلة روتينية على جسر يعلو نهر أوهايو، لم تكن توماس تتوقع أن يتحول يومها إلى سيناريو من أفلام الإثارة والأكشن. الجسر الذي طالما اعتبرته جزءا من حياتها اليومية، تحول فجأة إلى مسرح لحادث مروّع.
وبدأ الأمر عندما تصادمت شاحنتها الضخمة مع إحدى السيارات ليبدأ كابوس الموت، الشاحنة المحملة بأطنان من البضائع انحرفت نحو الحافة، وهناك، على حافة ذلك الجسر المرتفع، احتضنت الأقدار “سيدني” أقوى من أي وقت مضى.
بينما كانت الشاحنة تتأرجح فوق مياه النهر العميقة، كانت أنفاس الجميع محبوسة، والصور التي انتشرت على تويتر وكأنها مقتطفة من فيلم معلق بين الواقع والخيال كانت غير متوقعة، فقد تدلى الجزء الأمامي للشاحنة من على الجسر وكأنها في لحظة توازن بين الحياة والموت، وعلى بعد أمتار من المياه التي كادت أن تكون قبرا باردا لسيدني.
الدقائق مرت كالساعات وعمل فرق الإنقاذ على قدم وساق، وهي تبذل قصارى جهدها لإنقاذ حياة السائقة. وبفضل تكاتف الجهود والمهارة والشجاعة، تمكنت الفرق من ممارسة عملها البطولي وإنقاذ توماس من هذا الموقف الأخطر من الخطير.
تلك الحادثة لها وقع يذكر بأهمية إجراءات السلامة واحترام قوانين الطرق، فهي ليست مجرد كلمات في كتيب التعليمات، بل هي خط الدفاع الأول عن الحياة. وتقدم “سيدني توماس”، التي باتت حديث الجميع، نموذجا حيا لروح الإنسان القابضة على جمر الأمل حتى في أشد اللحظات ظلمة ووحشة.
يبقى السؤال معلقا في الأذهان: كم من حادثة مماثلة يمكن أن تنتهي بشكل مختلف؟ وكم من الأرواح يمكن أن نخسر في لحظة قد يلفها التهور أو غفلة قد يدفع ثمنها الآخرون غاليا؟ قصة سيدني تجسد معنى أن تكون على حدود الموت، وكيف يمكن للحظة واحدة أن تغير مجرى حياة أحدهم إلى الأبد.