شهد العالم حدثا غير اعتيادي خلال حفل تنصيب خافيير ميلي رئيسا جديدا لدولة الأرجنتين، إذ نهض الرئيس الأوكراني وقام بمصافحة الرئيس ميلي بشكل حار ولكن ما بعد ذلك لم يكن متوقعا.
فبعدما عبر زيلينسكي عن سعادته بفوز ميلي ووصوله للرئاسة، قام بإهدائه شمعدانا أثريا يقال بأنه شمعدان الحانوكا الخاص بأعياد اليهود، وهي رمز مقدس بالنسبة لليهود لم يكن يتوقع أحد حصول الرئيس الأرجنتيني عليه.
أما عن خافيير ميلي فقد قبل هدية زيلينسكي بالطبع، بل وأعجب بها كثيرا وتسائل عن طبيعتها، مبديا إعجابه بالديانة اليهودية وغرامه باليهود.
كما قال ميلي، الرئيس الأرجنتيني الجديد، أنه يرغب في الذهاب إلى القدس لدراسة التوراة والتلمود والكتب اليهودية المقدسة والتعمق فيها، لأنه يريد اعتناق اليهودية.
وصرح الرئيس الأرجنتيني سابقا أنه سيقوم بنقل سفارة بلاده إلى القدس تعبيرا عن دعمه لليهود ولحكومة الكيان الصهيوني، وذلك في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.
الرئيس الأرجنتيني يدعي النبوة
مايلي، الذي يبلغ من العمر 45 عاما، هو شخصية مثيرة للجدل والانتقادات في الساحة السياسية الأرجنتينية، إذ يتبنى مواقف متطرفة ومناهضة للنظام الحالي وللتيارات الاجتماعية والإعلامية المنتشرة في البلاد.
ومن أبرز مواقفه الغريبة والمثيرة للسخرية، ادعاؤه أنه يتلقى الوحي من الله عن طريق كلبه المحبوب “كونان”، الذي مات في عام 2017، حيث كان يأتيه عبر وسيط روحي ويخبره بأنه سيصبح رئيس الأرجنتين، ويزوده بنظريات علمية من أجل القيام بإصلاحات اقتصادية لإنقاذ البلاد.
وقال مايلي في مقابلة تلفزيونية سابقة: “لقد نزل عليّ الوحي عدة مرات من الرب، وذلك عن طريق كلبي المحبوب كونان، الذي كان صديقي الوفي والمستشار الأمين. كونان كان يأتيني في أحلامي ويتحدث معي بلغة الأرواح، ويقول لي أنني مختار الله لقيادة الأرجنتين إلى النهضة والازدهار. وكان يعطيني أفكارا وحلولا علمية وعملية لمواجهة التحديات التي تعاني منها بلادنا”.
وأضاف مايلي: “أنا أؤمن بأن كونان هو رسول الله إليّ، وأنه يرشدني وينير طريقي. وأنا أتبع تعاليمه ونصائحه بدقة وإخلاص. وأنا مستعد للتضحية بكل شيء من أجل تحقيق رؤيته ورسالته”.
وتلقى مايلي انتقادات لاذعة وسخرية واسعة بسبب هذا الادعاء، حيث اعتبره البعض دليلا على اضطرابه النفسي وعدم جديته ومصداقيته كسياسي وقائد. وطالب البعض بإجراء فحص نفسي له للتأكد من أهليته لتولي منصب الرئاسة.
الرئيس الأرجنتيني يدعو لحمل السلاح
ويعتبر مايلي من أشد المؤيدين لإسرائيل واليهود، وقد أعلن عن نيته لتغيير ديانته من الكاثوليكية إلى اليهودية، ولتغيير عملة الأرجنتين من البيزو إلى الدولار الأمريكي. ويعارض مايلي بشدة الصين وروسيا وإيران وفنزويلا وكوبا وغيرها من الدول التي يعتبرها “أعداء الحرية والديمقراطية”.
ويدعو مايلي إلى إلغاء وزارتي الصحة والتعليم، وإلى تشجيع حمل السلاح في الشوارع، وإلى خفض الضرائب والإنفاق الحكومي إلى الحد الأدنى. ويكره مايلي السياسيين ويسميهم “الطفيليات أو الجرذان” لسرقتهم أموال الشعب. ويكره أيضا الاشتراكية ووسائل الإعلام والنخبة السياسية.
وبسبب هذه المواقف، يلقب مايلي بـ”ترامب الأرجنتين”، مقارنة بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي كان يتميز بأسلوبه الفظ والمناوئ والمتهور في السياسة والإعلام.
ويعود تاريخ مايلي في السياسة إلى سنوات طفولته، حيث كان يلقب بـ”المجنون” بسبب ازعاجه ونشاطه وشجاراته مع الأطفال الآخرين.
وفي سن الثامنة عشرة، ترك مايلي كرة القدم التي كان يلعبها، وتفرغ للسياسة والاقتصاد. وبدأت شهرته بسبب مشاركته في المناقشات على التلفزيون المباشر، حيث كان يلقي الإهانات على منافسيه ويتحداهم بالمعارضة والمواجهة.
وفي حادثة صارت عام 2018، وصف مايلي صحفية بأنها “حمارة”، بعد أن سألته عن مصدر ثروته وعلاقته برجال الأعمال المشبوهين.
الرئيس الأرجنتيني يقسم على دعم إسرائيل
في تطور مفاجئ، يثير الرئيس الأرجنتيني الجديد، خافيير مايلي، الجدل والاهتمام بتصريحاته الجريئة والمثيرة للجدل، حيث أكد دعمه الشديد للجالية اليهودية ولإسرائيل، بالإضافة إلى مشاركته في طقوس دينية يهودية، وهو ما أثار تساؤلات حول اتجاهاته السياسية والدينية.
من جهة أخرى، يظهر مايلي كمناصر قوي لإسرائيل واليهود، ويعتزم تغيير عملة البلاد من البيزو إلى الدولار الأمريكي، في إطار تحركاته السياسية التي تشمل رفضه الشديد لدول مثل الصين وروسيا وإيران وفنزويلا وكوبا التي يصفها بأعداء الحرية والديمقراطية.
وفي وقت يظهر فيه دعم مايلي للإسرائيليين، يقوم كيان الاحتلال بارتكاب أفظع المجازر بحق الفلسطينيين المدنيين الأبرياء، إذ تجاوزت حصيلة الحرب منذ 7 أكتوبر وحتى تاريخ اليوم أكثر من 18 ألف شهيد و49 ألف جريح، ناهيك عن آلاف المفقودين تحت أنقاض الأبنية والمنازل المدمرة بفعل غارات الاحتلال.
وتدخل معركة طوفان الأقصى مع هذا الصباح يومها الـ 65 منذ بدئها في 7 أكتوبر الماضي، وما زالت الهجمات مستمرة على الرغم من محاولات التهدئة التي استمرت سابقا لفترة قصيرة قبل استئناف الأعمال القتالية قبل أسبوعين تقريبا.
ندعو بالنصر العاجل والقريب لأهل فلسطين وأن يبدلهم خيرا مما فقدوه وأن يثلج صدورهم بالنصر والفرح بإذنه تعالى.
زورونا يوميا للاستفادة من المحتوى المتنوع والمثير الذي نقدمه لكم، كما يمكنكم متابعة حساباتنا عبر تيليغرام وعبر تويتر أيضا.