في قلب السعودية، وشجاعة تلامس حدود البطولة الأسطورية، أثبت شاب سعودي أن البطولات لا تحدث فقط في القصص والحكايات، بل إنها تعيش بيننا وتتنفس في شوارعنا. بيت القصيد لرواية اليوم هو محطة وقود عادية كان من الممكن أن تتحول إلى موقع كارثة لولا تدخل شاب سمت بسالته فوق العادة.
كيف بدأ الحدث؟ كانت الساعة تقترب من الزوال عندما امتلأ الهواء فجأة بصرخات التحذير، ناقلة وقود ضخمة أضحت في قلب مشهد مرعب، حيث تصاعدت ألسنة اللهب منها فجأة، وامتد الدخان ليغطي السماء.
في تلك اللحظات حيث يبحث الخوف عن ملاذ، استجمع شاب سعودي قوة الروح وسرعة البديهة، ليُقدم على خطوة لا يجرؤ عليها الكثيرون في زمننا هذا.
وبلا تردد، وبينما ينفطر قلب كل من حوله خوفا ورهبة، قفز الشاب إلى داخل قمرة الناقلة الملتهبة وأمسك بمقود القدر. وبتصميم الأبطال، دفع بالوحش الثائر بعيدا عن محطة الوقود والأرواح التي كانت تعج بها، متجها بها نحو أرض خالية حيث النيران يمكن أن تستهلكها دون أن تستهلك معها حياة بشرية.
تلك اللحظات الحاسمة، التي توقف فيها الزمن، وتحبس الأنفاس، برهنت على غريزة الحفاظ على النفس والآخرين. تلك الغريزة التي قادت يد الشاب ليس فقط لإنقاذ نفسه بل لحماية من حوله من أهله وجيرانه.
وبفضل تلك الشجاعة والحكمة، انتهى الحدث بأقل قدر ممكن من الخسائر، وعلى الرغم من الضرر الذي لحق بالناقلة، لم تتعد الخسائر سوى الجانب المادي منها فقط، بينما بقيت الأرواح سالمة، لتروي قصة البطولة تلك للأجيال تباعا في المملكة.
وعلى وقع هذه الرواية، يُسجل التاريخ ملحمة جديدة تضاف لسجل الأفعال البطولية الإنسانية، فهذا الشاب السعودي لم يقم فقط بعمل شجاع، بل قام بعمل إنساني نبيل، يذكّرنا بأن في قلب كل واحد منا بطل ينتظر لحظته ليظهر.