تمكنت حدات الدفاع المدني في العراق، من رصد أكثر من 7 آلاف مشروع مخالف في عموم أنحاء العراق، من بينها صالات أفراح وفنادق وقاعات مناسبات وغيرها.
وتأتي هذه التحركات بعد فاجعة الحمدانية في نينوى العراقية، التي أودت بحياة أكثر من 100 شخص وإصابة 230 آخرين في حصيلة ما تزال الأولية، نتيجة الحريق الضخم الذي التهم صالة الأفراح المخالفة ليلة الثلاثاء 26 سبتمبر.
وفي هذا الصدد أعلنت محافظة البصرة في العراق عن تشكيل لجنة لمتابعة المباني وكشف جاهزيتها للحماية من الحرائق والحوادث والتحقق من شروط السلامة، بعد فاجعة حريق نينوى.
يأتي هذا التحرك من محافظة البصرة بعد حادثة حريق نينوى التي جعلت عرس الحمدانية يتحول لفاجعة مؤلمة راح ضحيتها أكثر من 100 شخص وإصابة أكثر من 230 آخرين.
ووفق قرار محافظة البصرة، فإن قيادة شرطة البصرة العميد محمد جعفر سيكون رئيس لجنة السلامة، بينما سيكون كل من مدير ديوان محافظة البصرة إياد غانم يوسف والعمي\ طالب حاتم محمود مدير قسم الإطفاء والسلامة، أعضاء في لجنة السلامة من الحرائق.
وتضم اللجنة أيضا العميد صالح جوحي عيدي من قسم الأدلة الجنائية، والمهندس هود صيهود مدير بلديات البصرة، بالإضافة إلى ممثل دائرة صحة البصرة.
تجدر الإشارة إلى أنه وبعد التقصي عن ملابسات الحادثة في قاعات الأفراح في صالة الحمدانية، أصدر الدفاع المدني بيانه الأول عن الحادثة الذي أشار فيه إلى سبب الحريق.
وأشار الدفاع المدني إلى تفاصيل الحادثة، إذ يروي البيان أن قاعة الأعراس مغلفة بألواح الايكوبوند سريع الاشتعال، وهذا مخالف لتعليمات السلامة حسب قانون الدفاع المدني رقم 44 لسنة 2013، وأكدت أن الصالة تفتقر لمتطلبات السلامة والحماية من الحريق، فهي غير مجهزة بأجهزة إنذار الحرائق وأجهزة الإطفاء الرطبة.
وتسبب الحريق بانهيار عدة أجزاء من قاعة الأعراس، بسبب استخدام مواد زهيدة التكلفة وسريعة الاشتعال في بناء الصالة الداخلي أيضا، والتي تنهار صلابتها خلال دقائق فقط عند الاشتعال.
أما عن كيفية نشوب الحريق، فتشير معلومات التحقيق الأولية إلى أنه قد تم استخدام ألعاب نارية خلال حفل الزفاف داخل الصالة، الأمر الذي تسبب بنشوب حريق داخل الصالة سرعان ما انتشر وتفاقم الأمر بشكل سيء للغاية.
وما تزال التحقيقات مستمرة لمعرفة مجريات ما حدث، إذ تم استدعاء خبير الأدلة الجنائية للتعرف على سبب الحريق والتأكد مما تم التوصل إليه من معلومات حتى الآن، ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المقصرين والمسببين لهذا الحريق.
كما قام محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق لمدة ثلاثة أيام، حدادا على ضحايا حادث حريق الحمدانية المدنيين.
وكان السوداني قد أجرى اتصالا هاتفيا مع محافظ نينوى للوقوف على تفاصيل حادث حريق صالة المناسبات ومعرفة تداعياته، وإرسال ما يلزم من تجهيزات لإنقاذ المصابين.
كما وجه رئيس الوزراء وزارة الصحة ووزارة الداخلية باستنفار كل الجهود لإسعاف المصابين جراء الحادث الأليم.
فيما أعلن محافظ نينوى، نجم الجبوري، عن الحداد العام لمدة أسبوع كامل في نينوى حدادا على ضحايا حريق عرس الحمدانية.
إن هذا الحادث الأليم يؤكد على ضرورة تعزيز إجراءات السلامة والحفاظ على سلامة المنشآت العامة والخاصة، وأهمية تعاون الدول الشقيقة في تقديم الدعم والمساعدة في مثل هذه الحالات الطارئة.