عندما تجتاح الكوارث الطبيعية مناطقنا، تذكرنا بقوة الطبيعة وتأثيرها الكبير على حياة البشر. في السادس من سبتمبر 2023، اجتاحت فيضانات مدمرة مدينة إسطنبول في تركيا، متسببة في فقدان العديد من الأرواح وتدمير ممتلكات ثمينة.
هذا الحادث الأليم يجعلنا نتساءل عن تأثير الفيضانات في جميع أنحاء العالم والتحديات التي تشكلها للبشرية. في هذه المقالة، سنلقي نظرة على أكثر 10 فيضانات تدميرًا في التاريخ، لنفهم حجم الكوارث الناتجة عن هذه الظاهرة الطبيعية ونتعلم من دروس الماضي.
10 فيضانات مدمرة
اسم الفيضان | المنطقة | التاريخ | عدد الضحايا | لمحة عن الفيضان |
فيضان نهر اليانغتسي | الصين | 1931 | أكثر من 2 مليون | واحد من أسوأ الفيضانات في التاريخ، نتج عن موسم مطري غزير وزيادة في منسوب المياه. |
فيضان جنوب شرق آسيا | جنوب شرق آسيا | 1931 | أكثر من 2 مليون | تسبب فيضان النهرين ميكونج وبراهمابوترا في خسائر فادحة بسبب هطول الأمطار الغزيرة. |
فيضان نهر ميسيسيبي | الولايات المتحدة | 1927 | أكثر من 500 | اجتاح الفيضان أماكن عديدة في جنوب الولايات المتحدة بسبب ذوبان الثلوج والأمطار الغزيرة. |
فيضان هوانغ هي | الصين | 1938 | حوالي 1.5 مليون | كانت الحرب الصينية-اليابانية جارية في ذلك الوقت، وأدت الفيضانات إلى تفاقم الأوضاع. |
فيضان نهر سين | فرنسا | 1910 | حوالي 250 | تعرف هذه الفيضانات باسم “الفيضان الكبير” وأثرت على مناطق كبيرة في باريس ومحيطها. |
فيضان نهر دينوبر | روسيا وأوكرانيا | 1931 | حوالي 2 مليون | سببت الأمطار الغزيرة والثلوج الذوبانية فيضانًا ضخمًا أثر على العديد من المدن والقرى. |
فيضان نهر غانغيس | الهند | 1935 | حوالي 2 مليون | تسببت الأمطار الغزيرة والرياح القوية في فيضان مدمر أثر على ولايات شمال الهند. |
فيضان نهر دانيوب | أوروبا | 2002 | حوالي 100 | تأثرت عدة دول أوروبية بفيضانات نهر دانيوب بسبب هطول الأمطار الغزيرة والثلوج الذائبة. |
فيضان نهر تايمز | المملكة المتحدة | 1953 | حوالي 300 | أدى ارتفاع منسوب البحر إلى فيضانات كبيرة في جنوب شرق إنجلترا وهولندا. |
فيضان نهر براهمابوترا | تايلاند | 2011 | حوالي 800 | تعرف هذه الفيضانات بـ “فيضانات 2011 في تايلاند” وأثرت على عدة دول جنوب شرق آسيا. |
ما هي أسباب الفيضانات؟
تعتمد أسباب الفيضانات على عدة عوامل طبيعية وبشرية، ومن بين أهم هذه الأسباب نجد:
- هطول الأمطار الغزيرة: عندما تهطل كميات كبيرة من الأمطار في وقت قصير، يمكن أن تتجاوز نسبة المياه الناتجة عن الأمطار قدرة الأرض على استيعابها، مما يتسبب في فيضانات.
- ذوبان الثلوج: في فصل الربيع، يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى ذوبان الثلوج بسرعة، مما يزيد من منسوب المياه في الأنهار والجداول ويسبب الفيضانات.
- ارتفاع منسوب المياه في الأنهار والبحار: قد يكون هناك عوامل مثل العواصف البحرية أو الرياح القوية التي تؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه في الأنهار والبحار، مما يسهم في حدوث الفيضانات الساحقة.
- التغيرات المناخية: التغيرات في نمط الطقس وزيادة درجات الحرارة تميل إلى زيادة تواتر وشدة الأحوال الجوية القاسية مثل العواصف والأمطار الغزيرة، مما يزيد من احتمالية الفيضانات.
- البنية التحتية الضعيفة: عدم وجود بنية تحتية مقاومة للفيضانات، مثل السدود والأنابيب وأنظمة الصرف الصحي الفعالة، يمكن أن يجعل المناطق أكثر عرضة للفيضانات.
- تغير استخدام الأراضي: بناء المدن والمناطق السكنية على المناطق المنخفضة والأراضي المنغمرة بالمياه دون مراعاة التصميم المقاوم للفيضانات يزيد من خطر الفيضانات.
- تسرب المياه الجوفية: تسرب المياه الجوفية نتيجة لسوء إدارة الموارد المائية يمكن أن يؤدي إلى زيادة منسوب المياه في المناطق المنخفضة وتسبب في الفيضانات.
- التدخل البشري: تغيير مجرى الأنهار أو استنزاف المستنقعات يمكن أن يؤدي إلى تغيير تدفق المياه وزيادة فرص حدوث الفيضانات.
فهذه الأسباب تعمل معًا على تكوين الفيضانات، وتجعل من الضروري تنفيذ استراتيجيات فعالة للتصدي لهذه الظاهرة الطبيعية المدمرة.
في الختام، تظل الفيضانات تحديا حقيقيا يواجه الإنسان والبيئة على حد سواء. تذكيرا بالفيضان الأخير في إسطنبول الذي شهدناه في سبتمبر 2023، يتعين علينا أن نستفيد من تلك التجارب ونتعلم كيف نتصدى لهذه الكوارث بفعالية أكبر في المستقبل. يجب أن نتحد كمجتمع عالمي للتصدي للتحديات المتزايدة التي تطرحها الفيضانات وتغير المناخ، ونضع خططًا استباقية ومستدامة للحفاظ على سلامتنا وسلامة كوكبنا. علينا أن نعمل معًا لتقليل تأثيرات الفيضانات وحماية المجتمعات والبيئة من الدمار الذي يمكن أن تسببه. إن معرفتنا واستعدادنا سيكونان دائمًا الخطوتين الأولى نحو بناء عالم أكثر أمانًا واستدامة.