حدث شيء غير متوقع في عالم العملات الرقمية في يوم الاثنين، 14 أغسطس 2023، فقد تم تحريك 1005 بيتكوين (BTC) من عنوان كان خاملاً منذ عام 2010.
هذا العنوان يعود إلى بداية نشأة البيتكوين، عندما كان مبتكرها الغامض ساتوشي ناكاموتو لا يزال نشطا. فمن هو صاحب هذه الأموال الضخمة، ولماذا قرر نقلها بعد 13 عاما من السكون، وهل له علاقة بساتوشي نفسه.
عندما تم إرسال تغريدة من Whale Alert، وهي خدمة مخصصة لتتبع حركة الحيتان الرقمية، عن هذه المعاملة، أثارت اهتماما كبيرا في مجتمع البتكوين.
كان البعض يتساءل إذا كان ساتوشي قد عاد من جديد، أو إذا كان أحد المطورين أو المتبنين الأوائل قد استعاد مفتاحا خاصا ضائعا أو نسيانا.
كان آخرون يخشون أن يكون هذا مؤشرا على بيع قادم، أو حتى محاولة اختراق.
لا يزال ساتوشي ناكاموتو هوية مجهولة، رغم محاولات عديدة لفضحه أو ادعاءه. لم يظهر أي دليل قطعي على هوية ساتوشي، ولا يزال لديه ملايين البيتكوين في عناوين لم تُستخدَم أبدا.
لذلك، فإن أي نشاط من عصر ساتوشي يثير الجدل والفضول.
ولكن هل يعني هذا أن كل عنوان من تلك الفترة يخص ساتوشي، بالطبع لا. في الحقيقة، كان هناك العديد من المطورين والمتبنين الأوائل الذين شاركوا في تجربة البتكوين في بدايتها.
بعضهم قد اختفى أو تخلى عن المشروع، بعضهم قد فقد أو نسي مفاتيحه الخاصة، وبعضهم قد احتفظ بها في احتياط.
إحدى الطرق التي يمكن بها التحقق من صلة عنوان مع ساتوشي هي استخدام تحليل Patoshi. هذه هي طريقة ابتكرها باحث العملات الرقمية سيرجيو ديميان لورنزو، والتي تستند إلى فرضية أن ساتوشي كان يستخدم حاسوبا واحدا لإنشاء الكتل في السنوات الأولى من البتكوين.
وفقا لهذه الطريقة، يمكن تحديد نمط معين في البيانات غير المعروفة (nonce) للكتل التي تم إنشاؤها بواسطة ساتوشي، والتي تختلف عن الكتل التي تم إنشاؤها بواسطة المعدنين الآخرين.
باستخدام هذه الطريقة، يمكن تحديد حوالي مليون بيتكوين تابعة لساتوشي، موزعة على حوالي 20 ألف عنوان.
ومع ذلك، لا ينتمي العنوان الذي تم إيقاظه مؤخرا إلى هذه المجموعة. بالتالي، فإنه لا يخص ساتوشي، ولكن ربما أحد المتبنين الأوائل الآخرين.
إذا كان هذا هو الحال، فلماذا قرر صاحب هذه البيتكوين نقلها بعد كل هذه السنوات، وهل كان يرغب في بيعها أو نقلها إلى محفظة أكثر أمانا، أم أنه عثر على مفتاح خاص كان قد فقده أو نسيه.
لا يمكن الإجابة على هذه الأسئلة بثقة، لأن صاحب هذه البيتكوين لم يظهر أو يصرح بأية نية. ومع ذلك، يمكن التخمين بأن هذه الخطوة لم تكن مدفوعة بالرغبة في الاستفادة من مكاسب السوق.
فالبيتكوين كانت بعيدة عن ارتفاعها التاريخي، وإذا كان صاحب هذه البيتكوين يرغب في بيعها، فلماذا لم يفعل ذلك عندما كان سعرها أعلى.
أحد التفسيرات المحتملة هو أن صاحب هذه البيتكوين كان يرغب في تأمينها في محفظة أكثر حداثة وأمانا.
فالعديد من المحافظ التي تستخدم في عام 2010 قد تصبح عرضة للاختراق أو التلف. ربما كان صاحب هذه البيتكوين قد اكتشف خطأً في محفظته القديمة، أو رغب في التحول إلى محفظة جديدة تدعم مزايا مختلفة.