في خطوة رائدة نحو استكشاف الفضاء، حققت شركة بلو أوريجن، المؤسّسة التي أسسها جيف بيزوس، نجاحًا كبيرًا بإطلاق المرحلة الثانية من صاروخها المداري New Glenn. تم تنفيذ اختبار الإطلاق في فلوريدا، بعد 20 يومًا من وصول الصاروخ إلى منصة الإطلاق.
حيث أجريت التجربة على المرحلة المعروفة باسم GS2، والتي استمرت لمدة 15 ثانية في إطار اختبارات تخفيض المخاطر. وقد أظهر اختبار المحركات BE-3U، التي تعمل بالهيدروجين والأكسجين السائل، كفاءة عالية، حيث أظهرت محركاتهما حرارتهما العالية التي تصل إلى 3,300 درجة مئوية.
تشير المعلومات إلى أن المرحلة الثانية تعتبر الأولى في تاريخ بلو أوريجن التي تُدمج فيها مكونات صاروخ مداري. وتعتزم الشركة إطلاق الصاروخ بحلول نوفمبر المقبل، كجزء من خطتها للتوسع في مجال رحلات الفضاء التجارية.
يبلغ ارتفاع صاروخ New Glenn 98 مترًا، وهو أقل من ارتفاع صاروخ ساتورن V التابع لناسا الذي بلغ طوله 212 مترًا. ومن المخطط أن تدفع المرحلة الأولى للصاروخ بواسطة سبعة محركات BE-4، التي تعمل بالميثان والأكسجين السائل، والذي قد تم اختباره بنجاح في صاروخ Vulcan التابع لائتلاف الإطلاق الموحد.
على الرغم من النجاح في اختبار المرحلة الثانية، إلا أن المهندسين في بلو أوريجن يواجهون تحديات كبيرة. يتعين عليهم إكمال التجميع للمرحلة الأولى ومن ثم نقلها إلى منطقة الإطلاق. بعد ذلك، سيتعين عليهم دمج المرحلتين، وهي عملية معقدة تتطلب الكثير من العناية والدقة.
يأتي هذا الإنجاز الهام بعد أن اضطرت الشركة إلى تأجيل إطلاق أول مهمة حقيقية لها إلى الشهر المقبل، مع وجود ضغط متزايد من الإدارة للاستمرار في تحقيق الأهداف المحددة. وقد أعرب الرئيس التنفيذي للشركة ديف ليمب عن أهمية العمل الجماعي والتفاني لتحقيق حلم إطلاق صاروخ New Glenn في الوقت المحدد.
تستمر بلو أوريجن في تركيز جهودها على مشاريع الفضاء، مع نية واضحة لجعل رحلات الفضاء متاحة للجميع، مما يضعها في مقدمة الشركات الرائدة في هذا المجال.